أبو تمام

ذَريني مِنْكِ سَافِحَة َ المآقِي قصيدة أبو تمام

ذَريني مِنْكِ سَافِحَة َ المآقِي – أبو تمام


ذَريني مِنْكِ سَافِحَة َ المآقِي … ومِنْ سَرَعانِ عَبْرتك المُرَاقِ

وتَخْويفي نَوى ً عَرُضَتْ وطَالَتْ … فبُعْدَ الغِاي مِنْ حَظ العِتَاقِ

وقَربْ أَنْتَ تِلْكَ، فإنَّ هَمّاً … عراني باشتجارٍ وارتفاقِ

قَلائِصَ ما يَقِيها حَدَّ هَمي … ولا سَيْفِي غَدَاة َ الهَم وَاقِ

متَى ما تَسْتَمْحِها السَّيْرَ تُتْرِعْ … لنا سَجْلَ الذّمِيلِ إِلَى العَرَاقِي

تَهُونُ عَلَيَّ أَوْبَتُهَا عِجَافاً … إِذَا انْصَرَفَتْ بآمالٍ مَناقِ

سَلاَمٌ تَرْجُفُ الأَحْشَاءُ مِنْه … على الحسنِ بن وهبٍ والعراقِ

على البلدِ الحبيبِ إليَّ غوراً … ونَجْداً والفَتَى الحُلْوِ المَذَاقِ

نَمِيلُ إلى شَمائِلَ مِنْه مِيثٍ … قليلاتِ لأماعزِ والبراقِ


وهلْ لملمة ٍ دهياءَ خرتْ … على تلكَ الِخَلائِقِ مِنْ خَلاقِ

لياليَ نحنُ في وسناتِ عيشٍ … كأنَّ الدهرَ منها في وثاقِ

وأَيَّاماً لَنا ولَهُ لِدَاناً … عَرِيناً مِنْ حَوَاشِيها الرقَاقِ

نصبُّ على التقارب والتداني … ويسقينا بكاسِ الشوقِ ساقِ

كأَنَّ العَهْدَ عَنْ عُفْرٍ لَدَيْنا … وإِنْ كانَ التَّلاقِي عَنْ تَلاقِ

سأسقي الركبَ منْ ذكراهُ صرفاً … ومَمْزُوجاً مِنَ الكَلِم البَواقِي

شراباً عظمهُ للشربِ شربٌ … وسائرهُ ارتفاقُ للرفاقِ

وتبردُ بيننا أبداً قوافٍ … وشيكُ الفوتِ منها للحاقِ

إذا ما قيدتْ رتكتْ وليستْ … إذا ما أطلقتَ ذاتَ انطلاقِ

على أَقَرابِها وعلى ذُرَاها … لَطائِمُ مِنْ مَدِيحٍ واشتِيَاقِ

مُضَاعَفَة الصَّبابَة ِ مُستَبِينٌ … على صَفحاتِها أَثَرُ الفِراقِ


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

You cannot copy content of this page