طربْتُ إلى الصَّنْجِ والمِزْهَرِ، قصيدة أبو نواس
طربْتُ إلى الصَّنْجِ والمِزْهَرِ، – أبو نواس
طربْتُ إلى الصَّـنْجِ والمِـزْهَـرِ، … وشُرْبِ المُـدَامَـة ِ بـالأكْــبَــرِ
وألقيْتُ عنّي ثيـابَ الـهُـــدَى ، … خيولٌ من الرّاحِ ما عُرّيَتْ
وأقبَلْـتُ اسحَبُ ذَيْـلَ المـجونِ، … وأمْـشي إلى القصْـفِ في مِـئْـزَرِ
ليالٍ أرُوحُ على أدْهَمٍ … كُمَيْتٍ، وأغدو على أشْقَرِ
خيـولٌ من الرّاحِ مـا عُـرّبَتْ … ليومِ رِهَانٍ ولم تُضْمَرِ
بـراقعُها من سَحيقِ العبيـرِ ، … ومن يـاسَمِـينٍ وسَـيْسَنْـبَــرِ
ذخائرُ كِسْرَى لأوْلادِهِ، … وغَرْسُ كرامِ بني الأصْفَرِ
غَـدا المشتـرون على أهْلِـها، … فقالوا: أتَيناكُم نَشْتَري
خيــولاً لكمْ قد أتَتْ فُـرَّهـاً ، … فـمـن بـيـنِ أحـوَى إلى أحْـوَرِ
فقالوا لهم: إنّما خَيْلُنَا … وغَرْسُ كرامِ بني الأصْفَرِ
ولا تحْـمِـلُ الـلِّـبْـدَ ، لكِنّهـا … خـيـولٌ لـكـلِّ فـتـى ً أزْهَــــرِ
وسِـيـمـا إذا أنْتَ بـاكـرْتَها ، … كمـثلِ دمِ الجـوْفِ في الأبْهَـرِ
مُشَعْشَعَـة ٌ من بنـاتِ الكُـرُو … مِ سالتْ نِـطافاً ، ولم تُعْـصَـرِ
عقيـلَة ُ شـيْخٍ من المُـشْـرِكينَ، … أتَتْنَا تَهَادَى من الكَوْثَرِ
ولوْنانِ لوْنٌ لها أصْفَرُ … ولوْنٌ على الماءِ كالعُصْفُرِ
لوَ انّ أبا مَعْشَرٍ ذاقَها، … لـخَـرّ صـريعاً أبو مـعْـشَـــرِ
وكـبّـرَ من طِـيبِها سـاعـة ً ، … وأمْشي إلى القصْفِ في مِئْزَرِ
فما برح القوْمُ حتى اشْتَرَوْا، … ومنْ يَـشْـتَرِ الرّاحِ لـم يـخسَرِ