لَعلَّكَ ذاكِرُ الطَّللِ القَدِيمِ قصيدة أبو تمام
لَعلَّكَ ذاكِرُ الطَّللِ القَدِيمِ – أبو تمام
لَعلَّكَ ذاكِرُ الطَّللِ القَدِيمِ … و موفٍ بالعهودِ على الرسوم
ووَاصِفُ ناقَة تَذَرُ المَهارَى … موكلة ً بوخدٍ أو رسيمِ
و قد أممتُ بيتَ الله نضواً … على عيرانة ٍ حرفٍ سعومِ
أتيتُ القادسية َ وهي ترنو … اليَّ بعينِ شيطانٍ رجيمِ
فما بلغتْ بنا عسفانَ حتى … رنت بلحاظِ لقمانَ الحكيمِ
و بدلها السى بالجهلِ حلماً … وقَدَّ أديمَها قَدَّ الأدِيمِ
أذابَ سَنامَها قَطْعُ الفَيافي … ومَزَّقَ جِلْدَها نَضْجُ العَصِيمِ
طَوَاها طَيُّها المُومَاة َ وَخْداً … الى أجبال مكّة َ والحطيمِ
رمَتْ خُطواتِها بِبَني خَطايَا … مواشكة ً إلى ربٍّ كريمِ
بِكُل بعيدَة ِ الأرجاءِ تِيهٍ … كأَنَّ أُوَارَها وَهْجُ الجَحيمِ
أقولُ بها وقَدْ أوحَتْ بعين … إليَّ تشكي الدنفِ السقيمِ
بكُورُكِ أشعَرُ الثَّقلَيْن طُرّاً … و أوفى الناس في حسب صميمِ
لمالَكِ تَشتكِينَ وأنتِ تَحْتي … وتحتَ محمّدٍ بَدْرِ النُّجومِ؟
متى أظمتك هاجرة ٌ فشيمي … أنامِلَه تُرَوكِ بالنَّسِيمِ
و إنغشيتكِ ظلماءُ فجلّي … بِغُرَّته دُجَى الليلِ البَهيمِ
فمَرَّتْ مِثْلما يَمشِي شَهيدٌ … سويّاً إلى صراطٍ مستقيمِ
ولولا اللَّه يومَ مِنى ً لأبدَتْ … هواها كلُّ ذاتِ حشا هضيمِ
رَميْنَ أخا اغترابٍ واكتئَابٍ … بَعِيْنَيْ جُؤْذَر وبجيدِ رِيمِ