هل إلى سَلوة ٍ وصبرٍ سبيلُ قصيدة أبو الفضل الميكالي
هل إلى سَلوة ٍ وصبرٍ سبيلُ – أبو الفضل الميكالي
هل إلى سَلوة ٍ وصبرٍ سبيلُ … كيفَ والرزءُ ما عَلِمتَ جَليلُ
فجعتني الأيّامُ لمّا ألمّتْ … بصديقٍ وَجدي عليه طَويلُ
بأبي القاسمِ الذي أقسمَ المجدُ … يميناً أن ليسَ منه بديلُ
حسنُ خَلقٍ ومَخبرٍ ورُواءٍ … قد عَلَته قَسَامة ٌ وَقَبُولُ
كان مغنى الوَفاء والبِرّ إن … حالَ زَمانٌ فودُّه ما يحُولُ
كان زينَ الندى في العلمِ … والآدابِ تَرعى رياضُهن العقولُ
كان بدرَ النُّهى فحانَ أفُولُ … كان شمسَ الحجى فحانَ أصيلُ
كان كهفي على الحوادثِ ما عاشَ … عليها برأيه أستطيلُ
لهفَ نفسي على شمائلِ حُرٍّ … سُحبتْ للشمالِ فيها ذيولُ
كيفَ أسلُو عن صاحبٍ ليسَ منه … خَلفٌ يَشتَفي به لي غَليلُ
ليسَ هيهَاتَ لي إليه سبيلُ … إن دهري بمثله لبخيلُ
زانه العقلُ والحصافة ُ والرأيُ … وحسنُ البيانِ والتَّحصيلُ
وعفافٌ يثنيه عن موقفِ الشّكِ … إذا اطلقَ العِنان الجَهولُ
مسعدٌ في الرّخاءِ سمحٌ شفيقٌ … وله في النائباتِ برُّ وصولُ
صادقُ الوُدِ ثابتٌ لا كخلٍ … هو مستكرهُ الإخاءِ ملولُ
خُلُقٌ كالزلال زلَّ عن الصّخرِ … ونفسٌ للعيبِ عنها زليلُ
واجتنابٌ لما يعابُ من الأمرِ … وعرضٌ من الدناءِ صقيلُ
حافظٌ للكتابِ يعنيه منه … رافداه التنزيلُ والتأويلُ
قائمٌ في الدّجى حليفُ صلاة ٍ … من سناه وجهِه عليها دليلُ
من يكنْ بعدَه العزاءُ جميلاً … فاجتنابُ العزاءِ منه جميلُ
ما علاه الصفيحُ في اللّحدِ حتى … غالني بعدَه البكا والعويلُ
أيّ مرأى ومنظرٍ لا يهول … من خليلٍ عليه تربٌ مهيلُ
ليس ما سالَ من جفوني دَمعاً … هي نفسي تذوبُ ثمَّ تسيلُ
فعليه سلامُ ذي العرشِ يهديه … إلى حَشوِ قبره جبريلُ
وأتاه من رحمة ِ الله كفلٌ … هو بالخلدِ في الجنانِ كفيلُ
سُقيتْ بالذنوبِ منها عِظامٌ … ما لعُظمِ الذنوبِ فيها مقيلُ
وإذا جادتْ الغوادي بوبلٍ … فسقاه منها سحابٌ مخيلُ
كيف ينساك من تركتَ عليه … حسرة ً لاتني ووجداً يطولُ