أبو تمام

وأنتَ غَداً فِيها تَمُوتُ وتُقْبَرُ؟ قصيدة أبو تمام

وأنتَ غَداً فِيها تَمُوتُ وتُقْبَرُ؟ – أبو تمام


…………… … وأنتَ غَداً فِيها تَمُوتُ وتُقْبَرُ؟

تلقحْ آمالاً وترجو نتاجها … وعُمْرُكَ مِمّا قدْ تَرَجيْه أَقْصَرُ 

تَحُومُ على إِدراكِ ماقد كُفِيتَه … و تقبلُ بالآمال فيهِ وتدبرُ

وهذا صَباحُ اليومِ يَنْعَاكَ ضَوْؤُهُ … وَلَيْلَتُهُ تَنعاكَ إِنْ كنتَ تَشْعُرُ

ورِزْقُكَ لا يَعدوكَ إِمّا مُعَجَّلٌ … على حالة يوماً وإِمّا مُؤَخَّرُ

و لا حولُ محتالٍ ولا وجهُ مذهبٍ … و لا قدرٌ مزجيهِ إلاّ المقدِّرُ

لقَدْ قَدَّرَ الأَرزاقَ منْ ليسَ عادِلاً … عن العدلِ بين الخلقِ فيما يقدّرُ

فلا تأمنِ الدنيا وإن هي أقبلت … عليك فما زالت تخونُ وتغدرُ

فما نمَّ فيها الصفوُ يوماً لأهلهِ … ولا الرفْقُ إِلاَّ رَيْثما يَتَغَيَّرُ


و ما لاح نجمٌ لا ولا ذرَّ شارقٌ … على الخَلْقِ إِلاَّ حَبْلُ عُمْرِكَ يَقصُرُ

تَطَهَّرْ وأَلحِقْ ذَنْبَكَ اليومَ تَوْبَة ً … لَعَلَّكَ مِنه إِنْ تَطهَّرتَ تَطْهَرُ

وشَمرْ فقَدْ أَبدَى لكَ الموتُ وَجْهَهُ … وليسَ يَنالُ الفوزَ إِلاَّ المُشَمرُ

فهذِي الليَالي مُؤْذناتُكَ بالبِلَى … تروحُ وأيامٌ كذلكَ تبكرُ

و اخلص لدينِ اللهِ صدراً ونية ً … فإن الذي تخفيهِ يوماً سيظهرُ

و قد يسترُ الإنسانُ باللفظِ فعلهُ … فيظهرُ عنهُ الطرفُ ما كان يسترُ

تذكر وفكّر في الذي أنت صائرٌ … إليه غذاً إن كنتَ ممن يفكّرُ

فلا بُدَّ يوماً أَنْ تَصيرَ لحِفْرَة ٍ … بأثنائها تطوى إلى يومَ تنشرُ


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

You cannot copy content of this page