أبو تمام

أرأيتَ أي سوالف وخدودِ قصيدة أبو تمام

أرأيتَ أي سوالف وخدودِ – أبو تمام


أرأيتَ أي سوالف وخدودِ … عَنَّتْ لَنَا بَيْنَ اللوَى فَزَرُودِ

أتْرَابُ غَافلة اللَّيَالي أَلَّفَتْ … عُقَدَ الهَوَى في يَارَقٍ وعُقُودِ

بيضاءُ يصرعها الصبا عبث الصبا … أصلاً بخوط البانة ِ الأملودِ

وحشية ٌ ترمي القلوبَ إذا اغتدتْ … وَسْنَى ، فمَا تَصْطَادُ غَيْرَ الصيدِ

لا حزمَ عندَ مجرب فيها ولا … جبارُ قوم عندها بعنيدِ

مالي بربعٍ منهمُ معهودٍ … إلاَّ الأَسَى وَعَزيمَة ُ المَجْلُودِ

إنْ كانَ مسعودٌ سقى أطلالهمْ … سبلَ الشؤون، فلستُ منْ مسعودِ

ظعنوا فكانَ بكاي حولاً بعدهمْ … ثمَّ ارعويتُ وذاكَ حكمُ لبيدِ

أجدرْ بجمرة لوعة إطفاؤها … بالدَّمْعِ أَنْ تزْدادَ طُولَ وُقُودِ

لا أفقرُ الطربَ القلاصَ ولا أرى … معْ زير نسوانٍ أشدُّ قتودي

شَوْقٌ ضَرَحْتُ قَذَاتَه عن مَشْرَبي … وهَوى ً أَطَرْتُ لحَاءَهُ عَنْ عُودي

عامي وعامُ العيس بينَ وديقة ٍ … مسجورة ٍ وتنوفة ٍ صيخودِ

حتَّى أُغادرَ كُلَّ يَوْم بالفَلا … للطيرِ عيداً من بات العيدِ

هَيْهَاتَ منْها رَوضَة ٌ مَحْمُودَة ٌ … حتى تناخَ بأحمدَ المحمودِ

بِمُعَرَّسِ العَرَبِ الّذي وَجَدَتْ بهِ … أَمْنَ المَرُوعِ ونَجْدَة َ المَنْجُودِ

حَلَّتْ عُرَا أَثْقَالِها وهُمُومِها … أَبْنَاءُ إسْمَاعيلَ فيهِ وهُودِ

أملٌ أناخَ بهمْ وفوداً فاغتدوا … منْ عنْده وهُمُ مُناخُ وفُودِ

بَدَأَ النَّدَى وأَعَادَهُ فيهمْ وكَمْ … من مبدىء ٍ للعرف غيرُ معيدِ

يا أحمدَ بنَ أبي داودٍ حطتني … بِحيَاطَتي وَلَدَدْتني بِلدُودي

ومنحتَني وُدّاً حميْتُ ذمَارَه … وذمَامَه مِنْ هِجْرَة ٍ وصُدُودِ

ولكمْ عدوٍّ قالَ لي متمثلاً … كمْ منْ ودودٍ ليسَ بالمودودِ

أَضحَتْ إيَادٌ في مَعَدٍّ كلها … وهُمُ إِيَادُ بِنائِها الممْدُودِ

تَنميك في قُلَل المكارِم والعُلَى … زُهْرٌ لزُهْرِ أُبُوة ٍ وجُدُودِ

إنْ كنتمُ عاديَّ ذاكَ النبع إنْ … نسبوا وفلقة َ ذلكَ الجلمودِ

وَشرِكْتُمُوهُم، دُونَنَا، فَلأَنتُمُ … شركاؤنا من دونهمْ في الجودِ

كعبٌ وحاتمٌ اللذانِ تقسما … خططَ العلى منْ طارفٍ وتليدِ

هذا الذي خلفَ السحابَ وماتَ ذا … في المَجْد ميتَة َ خضْرِمٍ صنْديدِ

إلاّ يكنْ فيها الشهيدَ فقومهُ … لايَسْمَحُونَ به بألف شَهيدِ


ما قَاسَيَا في المَجْد إلاَّ دُونَ ما … قَاسَيْتَهُ في العَدْلِ والتَّوْحيدِ

فاسْمَعْ مَقَالَة َ زَائِرٍ لم تَشْتبهْ … آرَاؤُهُ عنْدَ اشْتبَاه البِيدِ

يَسْتَامُ بَعْضَ القَوْلِ منكَ بفعْله … كَمَلاً وَعَفْوَ رضَاكَ بالمَجْهُودِ

أَسْرَى طَريداً للحَياءِ منَ الّتي … زعموا، وليسَ لرهبٍة بطريدِ

كنتَ الربيعَ أمامهُ ووراءهُ … قمرُ القبائلِ خالد بنُ يزيدَ

فالغيثُ من زهرِ سحابة ُ رأفة ٍ … والرُّكْنُ مِنْ شَيْبَانَ طَوْدُ حَديدِ

وغَداً تَبيَّنُ مَا بَرَاءَة ُ سَاحتي … لوْ قدْ نفضتَ تهائمي ونجودي

هذَا الوَليدُ رَأَى التَّثبُّتَ بَعْدَمَا … قالوا يَزيدُ بنُ المهلَّب مُودِ

فتَزَعْزَعَ الزُّوْرُ المُؤَسسُ عنْدَهُ … وبِنَاءُ هذا الإفْك غَيْرُ مَشيدِ

وتَمَكَّنَ ابنُ أبي سَعيدٍ من حجَا … ملكٍ بشكرِ بني الملوكِ سعيدِ

ما خَالدٌ لي دُونَ أَيُّوبٍ ولاَ … عبد العزيز ولستُ دونَ وليدِ

نفسي فداؤكَ أيَّ باب ملمًة … لم يُرْمَ فيه إليْكَ بالإقْليدِ 

لمقارفِ البهتان غيرُ مقارف … ومنَ البعيد الرَّهْط غَيْرُ بَعيدِ

لما أظلتني غمامكَ أصبحتْ … تلكَ الشُّهُودُ عليَّ وهيَ شُهُودي

منْ بعد أنْ ظنوا بأنْ سيكونُ لي … يَوْمٌ ببَغْيهمُ كيوْمِ عَبيدِ

أمنية ٌ ما صادفوا شيطانها … فيها بِعفْريتٍ ولا بِمَرِيدِ

نزعوا بسهمِ قطيعة ً يهفو بهِ … ريشُ العقوقَ، فكانَ غيرَ سديدِ

وإِذَا أَرادَ اللَّهُ نَشْرَ فَضيلَة ٍ … طويتْ أتاحَ لها لسانَ حسودِ

لَوْلاَ اشتعَالُ النَّارِ، فيما جَاوَرَتْ … ما كَانَ يُعْرَفُ طيبُ عَرْف العُودِ

لولاَ التخوفُ للعواقبِ لمْ تزلْ … للْحَاسد النُّعْمى على المَحْسُودِ

خُذْها مُثَقَّفَة َ القَوافي رَبُّها … لسَوابِغِ النَّعْمَاءِ غَيْرُ كَنُودِ

حَذَّاءُ تَمْلأُ كُلَّ أُذْنٍ حِكْمَة ً … بلاغة ً وتدرُّ كلَّ وريدِ

كالطعنة َ النجلاءِ منْ يدِ ثائرِ … بأخيهِ أو كالضربة َ الأخدودِ

كالدرِّ والمرجانَ ألفَ نظمهُ … بالشذرِ في عنقِ الفتاة ِ الرودِ

كشقيقة ِ البردِ المنمنم وشيهُ … في أَرْضِ مَهْرَة َ أَو بِلاد تَزيدِ

يعطي بها البشرى الكريمُ ويحتبي … بردائها في المحفل المشهودِ

بُشْرَى الغَنِيّ أَبِي البَنَات تَتَابعَتْ … بُشَرَاؤُهُ بالفَارِسِ المَوْلُود

كرقى الأوسادِ والأراقم طالما … نَزَعَتْ حُمات سَخَائِمٍ وحُقُود


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

You cannot copy content of this page