أبو تمام

أمالكُ إنَّ الحزنَ أحلامُ حالم قصيدة أبو تمام

أمالكُ إنَّ الحزنَ أحلامُ حالم – أبو تمام


أمالكُ إنَّ الحزنَ أحلامُ حالم … ومهما يدمْ فالوجدُ ليس بدائمِ

أمالكُ إفراطُ الصبابة ِ تاركٌ … جناً واعوجاجاً في قناة ِ المكارمِ

تأمَّلْ رويداً هلْ تعُدَّنَّ سالماً … إلى آدمٍ أَمْ هَلْ تَعُدُّ ابنَ سَالِمِ 

مَتَى تَرْعَ هذا الموتَ عَيْناً بَصِيرَة ً … تجدْ عادلاً منهُ شبيهاً بظالمِ

وإِن تَكُ مَفجُوعاً بأَبيضَ لم يَكُنْ … يَشُدَّ على جَداوهُ عقْدَ التَّمائِمِ

بِفَارِسِ دُعْمِي وهَضْبَة ِ وائِلٍ … وكوكبِ عتابٍ وجمرة هاشمِ

شَجَا الريحَ فازدَادَتْ حَنيناً لِفَقْدِهِ … وأحدثَ شجواً في بكاءِ الحمائمِ

فمنْ قبلهِ ما قدْ أصيبَ نبينا … أبو القاسمِ النورُ المبينُ بقاسمِ

وقَالَ عليٌّ في التَّعازِي لأِشعَثٍ … وخافَ عليْهِ بَعْضَ تلكَ المآثِمِ


وللطرفاتِ يومَ صفينَ لم يمتْ … خُفَاتاً ولا حُزناً عُدِيُّ بن حاتِمِ

خلْقنا رجالاً للتصبُّر والأسى … وتلكَ الغواني للبُكا والمآتمِ

وأيُّ فتًى في الناس أَحرَضُ من فَتًى … غدا في حفاراتِ الدموعِ السواجمِ

وهَلْ من حَكيمٍ ضَيَّعَ الصَّبرَ بعدَمَا … رَأَى الحُكَمَاءُ الصَّبْرَ ضَربَة َ لازِمِ

ولم يَحْمدُوا مِنْ عالِمٍ غَيْر عامِلِ … خلافاً ولا من عامل غير عالِمِ

رأوا طُرقات العجز عوجاً قطيعة ً … وأقطَعُ عَجْزٍ عِندَهم عَجْزُ حازمِ

فلا بَرِحَتْ تَسْطُو رَبيعة ُ مِنكُمُ … بأرقمَ عطافٍ وراءَ الأراقمِ

فأنتَ وصنواكَ النصيرانِ إخوة ٌ … خلقتمٍ سعوطاً للأنوفِ الرواغمِ

ثلاثة ُ أركانٍ وما أنهدَّ سؤددُ … إذا ثبتتْ فيهِ ثلاثُ دعائمِ


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

You cannot copy content of this page