أبو الفضل بن الأحنف

أمِنكَ للصّبّ عِندَ الوَصْلِ تذكارُ قصيدة أبو الفضل بن الأحنف

أمِنكَ للصّبّ عِندَ الوَصْلِ تذكارُ – أبو الفضل بن الأحنف


أمِنكَ للصّبّ عِندَ الوَصْلِ تذكارُ … وكَيفَ والحُبُّ إظهارٌ وإضمَارُ

أمّا أنا فإذا أحببتُ جَاريَة ً … لمْ أنْسها أبَداً والنّاسُ أطوارُ

ياليتَ من ولَدتْ حواءُ من ولدٍ … صُفّوا اتّباعاً لأمري ثُمّ اختارُ

إنيّ بُلِيتُ بشَخصٍ ليسَ يُنصِفُني … باغٍ لقَتلي وربّي مِنه لي جَارُ

صادَتْ فُؤاديَ مِكسالٌ مُنعَّمة ٌ … كالبدرِ حينَ بدا بيضاءُ مِعطارُ

خودٌ تشيرُ برخْصٍ حفّ مِعصَمَه … دُرّ وساعدُه للوجهِ ستّارُ

صادَتْ بِعَينٍ وثَغرٍ رَفَّ لُؤلؤُه … فالعينُ مُمرِضة ٌ والثّغرُ سحّارُ

يا ليتَ لي قَدَحاً في راحتي أبداً … قدْ مسّ فاهَا ففيه منهُ آثارُ

طُوبَى لثوبٍ لها إنّي لأحسدُهُ … إذا عَلاها وشَدَّ الثوبَ أزرارُ

ما سُمّيَت قَطُّ إلاّ هِجتُ أذكُرها … كأنّما أشعِلتْ في قلبي النّارُ

يا مَنْ يُسائلُ عن وَجدي لأُظهِرَهُ … إنّ المحبّ لتَبَدُو مِنه أسرارُ

فاسمَعْ مُناقَلتي وانْظُر إلى نظَري … إنْ كانَ مِنكَ لما في الصّدرِ إنكارُ

أمّا اسمُها فَهْوَ مَكتومٌ فَليسَ له … مِنّي إليكَ بإذنِ اللّهِ إظهَارُ


كأنّما القلبُ من يوم ابتُليتُ بها … بينَ السماءِ وبينَ الأرضِ طَيّارُ

ما للهَوى ، لا أراشَ الله أسهُمَه، … إنّ الهوى لعبادِ اللّهِ ضرّارُ

أمسَى يُكلّفُني خوداً مُمنَّعَة ً … مِنّي ومن دُنِها حُجْبٌ وأستارُ

تلكَ الرَّبابُ ولا إعلانَ لو عَلِمتْ … ما بيَ لقد هاجها شوقٌ وتذكارُ

طالَ الوقوفُ ببابِ الدّار في عِللٍ … حتى كأنّني لِبابِ الدار مِسمارُ

إني أطيلُ وإنْ لمْ أرجُ طلعتها … وَقفي وإني إلى الأبوابِ نَظّارُ

أقولُ للدارِ إذْ طَالَ الوُقوفُ بها … بعدَ الكَلالِ وماءُ العَينِ مِدرارُ:

يا دارُ هل تَفقَهينَ القولَ عن أحد … أم ليس، إن قال، يُغني عنهُ إكثارُ

يا دارُ إِنَّ غَزالاً فيكِ بَرَّحَ بي … لِلَّهِ دَرُّكِ ما تَحوينَ يا دارُ

مالي أزورُ أناساً ليسَ يَعرِفُني … مِن أهْلِهِمْ أحدٌ؟ إنّي لَزَوّارُ

أمَا لَئِن قَبلِوا عُذري لقد عدَلُوا … في حُكم ولئنْ ردّوا لقد جاروا

قالوا: نسيرُ فلا ساروا ولا وَقَفوا … ولا استقلّتْ بهمْ للبينِ أكوارُ

ماعندهم فرجٌ في قربِ دارهمْ … وَلا لنَا مِنهمُ في البُعد أخبارُ

إذا ترحّلَ من هامَ الفُؤادُ بهِمْ … فما أُبالي أقام الحيُّ أم سَاروا


مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى

You cannot copy content of this page