أمّا الحَقيقَةُ، فَهيَ أنّي ذاهبٌ، قصيدة أبوالعلاء المعري
أمّا الحَقيقَةُ، فَهيَ أنّي ذاهبٌ، – أبوالعلاء المعري
أمّا الحَقيقَةُ، فَهيَ أنّي ذاهبٌ، … واللَّهُ يَعلَمُ بالذي أنا لاقِ
وأظنُّني، من بعدُ، لستُ بذاكرٍ … ما كان من يُسرٍ، ومن إملاق
لم أُلفَ كالثّقَفيّ، بل عِرْسي هي السـ … ـوْداءُ، ما جهّزتُها بطلاق
عَجَباً لبُرْدَيْها الدُّجُنّةِ والضُّحى، … وَوِشاحِها من نَجمِها المِقلاق
كم أخلقَ العصرانِ مُهجةَ مُعصرٍ، … وهُما على أمنٍ منَ الإخلاق
دُنياكَ غادرَةٌ، وإنْ صادتْ فتًى … بالخَلقِ، فهيَ ذميمةُ الأخلاق
يَستَمطِرُ الأغمارُ من لَذّاتِها، … سُحُباً تُليحُ بمُومِضٍ ألاّق
لم تُلقِ وابِلَها، ولكنْ خِلتُها … خَيلاً مُسَوَّمَةً مَعَ العُلاّق
وإذا المُنى فَتحتْ رتاجَ مَعيشةٍ، … بكَرَتْ عليهِ بمُحكمِ الإغلاق
ومتى رَضيتَ بصاحبٍ من أهلِها، … فلَقَدْ مُنيتَ بكاذِبٍ مَلاّق
شُهبٌ يُسَيّرُها القَضاءُ، وتحتَها … خِلَقٌ تُشاهِدُها، بغيرِ خَلاق
ما لي وللنّفَرِ، الذينَ عهدتُهُمْ … بالكَرْخِ من شاشٍ ومن إيلاق
حَلَقٌ مُجادَلَةٌ كشُرْبِ مُهلهِلٍ، … شربوا على رغمٍ بكأسِ حَلاق
والرّوحُ طائرُ محبَسٍ في سجنهِ، … حتى يَمُنّ رَداهُ بالإطْلاق
سَيموتُ محمودٌ ويهلِكُ آلِكٌ، … ويَدوم وجهُ الواحدِ الخَلاّق
يا مَرحَباً بالمَوتِ من مُتَنظِّرٍ، … إنْ كانَ ثَمّ تَعارفٌ وتَلاق
ساعاتُنا، تحتَ النّفوسِ، نجائبٌ … وخدَتْ بهنّ بعيدةَ الإطلاق
ألقِ الحَياةَ إلى المَماتِ، مُجَرَّداً؛ … إنّ الحَياةَ كثيرَةُ الأعلاقِ
ما زلتِ تجتابينَ حُلّةَ فارِكٍ، … حتى رُميتِ بمُصلِفٍ مِطلاق