أيَسجُنُني ربُّ العُلا، وهو منصِفٌ، قصيدة أبوالعلاء المعري
أيَسجُنُني ربُّ العُلا، وهو منصِفٌ، – أبوالعلاء المعري
أيَسجُنُني ربُّ العُلا، وهو منصِفٌ، … وإنْ تُقنَ راحٌ، فهيَ لا ريبَ تُبزَلُ
فَيا عَجَبا للشّمسِ تُنشَرُ بالضّحَى، … وتُطوى الدّجى، والبَدرُ يَنمو ويهزُل
ومُعَتزِليٍّ لم أُوافقْهُ، ساعةً، … أقولُ له: في اللّفظِ دينُكَ أجزل
أُريدُ به من جُزلةِ الظّهرِ، لم أُرِدْ … من الجزَلِ في الأقوال تُلوى وتُجزَل
جهلتُ: أقاضي الرّيّ أكثرُ مأثماً، … بما نَصَّهُ، أم شاعرٌ يتَغَزّل
وأعلَمُ أنّ ابنَ المعلّمِ هازِلٌ … بأصحابِه، والباقلانيّ أهزل
وكم من فَقيهٍ خابطٍ في ضلالَةٍ، … وحُجّتُهُ فيها الكتابُ المنزَّل
وقارئكمْ يرجو بتَطريبهِ الغِنى، … فآضَ كما غنّى، ليكسِبَ، زلزل
يرى الخُلدَ عَيناً، والزَّبابةَ مَسمَعاً، … ويقزِلُ في التنميسِ، والذئبُ أقزَل
فَما لعَذابٍ فوْقَكم لا يعمُّكمْ؛ … وما بالُ أرضٍ تَحتكم لا تُزَلزَل؟
فعفّوا وصلّوا واصمتوا عن تَناظُرٍ، … فكُّل أميرٍ، بالحَوادثِ، يُعزَل
وما ردّ عن آلِ السّماكِ سِلاحَهُ، … ولا كفّ عَنه الموْتُ، إن قيلَ أعزل
أسَيفُكَ سيفٌ أم حُسامُك مِشرَطٌ؛ … ورُمحكَ رمُحٌ أم قَناتُكَ مِغزَل؟