أَعِيدي النَّوْحَ مُعْوِلة ً أعِيدي قصيدة أبو تمام
أَعِيدي النَّوْحَ مُعْوِلة ً أعِيدي – أبو تمام
أَعِيدي النَّوْحَ مُعْوِلة ً أعِيدي … وزِيدي مِنْ بُكائِكِ ثُمَّ زِيدي
وقُومِي حاسِراً في حاسِرَات … خَوَامِشَ للنُّحورِ ولِلخُدُودِ
هُوَ الخَطْبُ الذي ابتَدَعَ الرَّزَايَا … وقالَ لأَعْيُنِ الثَّقَليْنِ جُودِي
ألا رزئتْ خراسانٌ فتاها … غداة َ ثوى عميرُ بن الوليدِ
ألا رزئتْ بمسؤول منيل … ألا رزئتْ بمتلاف مفيدِ
ألا إنَّ الندى والجودَ حلا … بِحيثُ حَلَلْتَ مِنْ حُفَرِ الصَّعِيدِ
بنفسي أنتَ منْ ملكٍ رمتْه … مَنيَّتُه بِسَهْمِ رَدَى سَدِيدِ
تجلَّتْ غمرة ُ الهيجاءِ عنْه … خضيبَ الوجهِ من دمهِ الجسيدِ
فيا بحرَ المنونِ ذهبتَ منه … بِبَحْرِ الجُودِ في السَّنة ِ الصَّلُودِ
ويا أسَدَ المَنُونِ فَرَسْتَ منه … غداة َ فرستَه أسدَ الأسودِ
أَبِالبَطَلِ النَّجِيدِ فَرَسْتَ منه … نَعمْ وبِقَاتِلِ البَطَلِ النَّجِيدِ
تَرَآى لِلطعانِ وقَدْ تَرَاءَتْ … وُجُوهُ المَوْتِ مِنْ حُمْرٍ وسُودِ
فلمْ يَكُنِ المُقَنَّعَ فيهِ رَأْساً … خَلا أَنْ قَدْ تَقَنَّعَ بالحَديدِ
فيا لك وقعة ً جللاً أعارتْ … أسى ً وصبابة ً جلدَ الجليدِ
ويا لك ساحة ً أهدتْ غليلاً … إلى أكبادِنا أبدَ الأبيدِ
وإنَّ أميرنا لم يألُ نصحاً … وعَدْلاً فيالرَّعَايا والجُنُودِ
أفاضَ نَوالُ راحتِه لَدَيهِمْ … وسَامَحَ بالطَّريفِ وبالتَّليدِ
وأصحَرَ دُونَهمْ لِلمَوْتِ حتَّى … سَقَاهُ المَوْتُ مِنْ مَقِرٍ هِبِيدِ
وما ظَفِرُوا به حتى قَرَاهُمْ … قَشَاعِمَ أنْسُرٍ وضِباعَ بيدِ
بطعنٍ في نحورهمِ مريدٍ … وضَرْبٍ في رُؤُوسهِمِ عَنِيدِ
فيا يَوْمَ الثلَثاءِ اصطبَحْنا … غداة ً مِنكَ هائِلَة َ الوُرُودِ
ويايَوْمَ الثلَثاءِ اعتُمِدْنا … بِفَقْدٍ فيكَ للسَّندِ العَمِيدِ
فكمْ أسخنتَ منا منْ عيونٍ … وكمْ أعثرتَ فينا منْ جدودِ
فما زجرتْ طيوركَ عنْ سنيحٍ … ولا طلعتْ نجومُكَ بالسعودِ
ألا يا أَيُّها المَلِكُ المُرَدَّى … رداءَ الموتِ في جدثٍ خديدِ
حَضَرْتُ فِناءَ بابِكَ فاعتَرَاني … شجى بينَ المخنقِ والوريدِ
رأيتُ بهِ مطايا مهملاتٍ … وأفراساً صَوَافِنَ بالوَصِيدِ
وكُنَّ عَتَادَ إمَّا فَك عانٍ … وإما قتلِ طاغية ٍ عنودِ
رأيتُ مؤمليكَ غدتْ عليهمْ … عوادٍ أصعدتهمْ في كؤودِ
وأضحتْ عندَ غيركَ في هبوطٍ … حظوظٌ كنَّ عندكَ في صعودِ
وكلهمُ أعدَّ إلياسَ وقفاً … عليكَ ونصَّ راحلة َ القعودِ
واصبحتِ الوفودُ إليكَ وقفاً … على ألا مفادَ لمستفيدِ
لَقَدْ سَخَنَتْ عُيُونُ الجُود لمَّا … نويتَ وأقصدَتْ غررُ القصيدِ