أَمَّا أَبو بِشْرٍ فَقَدْ أَضحَى الوَرَى قصيدة أبو تمام
أَمَّا أَبو بِشْرٍ فَقَدْ أَضحَى الوَرَى – أبو تمام
أَمَّا أَبو بِشْرٍ فَقَدْ أَضحَى الوَرَى … كلاً على نفحاتِه ونوالهِ
فَمتَى تُلِمَّ بهِ تؤَبْ مُستَيقِناً … أَنْ لَيسَ أَولَى مِنْ سِواهُ بِمالِهِ
كرمٌ يزيدُ على الكرامِ وتْحتهُ … أَدبٌ يفُكُّ القَلْبَ مِنْ أغْلالِهِ
أُبْلِيتُ مِنْهُ مَوَدَّة ً عَبْدِيَّة ً … راشَتْ ببَالي كُلَّها بِنبالِهِ
حتَّى لَو أَّنكَ تَسْتشِفُّ ضَمِيره … لَوْ كانَ يُهدِي لاْمِرىء ٍ ما لا يُرَى
أو ما رأيتَ الوردَ أتحفنا بهِ … إتحافَ منْ خطرَ الصديقُ ببالِهِ؟
وَرْداً كتَوْريدِ الخُدُودِ تلَوَّنَتْ … خجلاً وأبيضَ في بياضِ فعالِهِ
والقهوة ُ الصهباءُ ظلَّتْ تستقى … مِنْ طَيَّباتِ المُجْتَنَى وحَلالِهِ
مشمولة ً تغني المقلَّ، وإنما … ذاك الغنى التزْبيدُ في إقلالِهِ
ومُلحباً لاقى المنية َ خاسراً … والموتُ أحمرُ واقفاً بحيالِهِ
فكبا كما يكبو الكميُّ تصرَّفت … أيامُه وانبتَّ مِن أبطالِهِ
فأَتَى وقَدْ عَرَّتْهُ مُرْهَفَة ُ المُدَى … من روحِهِ جمعاً ومِنْ سربالِهِ
لوٍ كانَ يُهْدى لامرئٍ مالا يُرى … يُهْدَى لِعُظْم فِرَاقِهِ وذِيَالِهِ
لَرَدَدْتُ تُحفَتَهُ عليهِ وإنْ عَلَتْ … عَنْ ذَاكَ واستَهْدَيتُ بعضِ خِصَالِهِ