أبو تمام

إنَّ الأَمِيرَ حِمَامُ الْجَارمِ الْجَاني قصيدة أبو تمام

إنَّ الأَمِيرَ حِمَامُ الْجَارمِ الْجَاني – أبو تمام


إنَّ الأَمِيرَ حِمَامُ الْجَارمِ الْجَاني … ومسترادُ أماني الموثقِ العاني

إذا ثوى جارُ قومٍ في بلادهمِ … فجَارُهُ نَازِلٌ في رَأْسِ غُمْدَانِ

كَمْ صَامِتٍ صَامِتي الضَّرْبِ فُزْتُ بهِ … مِنْهُ وحَلْيٍ مَنَ المَعْروفِ حلاَّني

يعطي فيكسبني حمداً بنائِله … وتَالِدي وافِرٌ باقٍ وقُنْيَاني

فمنْ رآني من الأقوامِ كلهمِ … فقد رأى محسناً من غير إحسانِ

جَاني نَخيلٍ سِوَاهُ كانَ ألَّفَها … غرساً، وساكنُ قصرٍ غيرهُ الباني

هل أنتَ صائنُ عرضي لي ومفلتي … بِمَاءِ وَجْهِي سَليماً مِنْ سُلَيمان 

فتى فتاءٍ وفتيانية ٍ وأخو … نوائبٍ وملماتٍ وأزمانِ

مسنُّ فكرٍ إذا كلتْ مضارُبه … يوماً وصقيلُ ألبابٍ وأذهانِ

ذُو الوُد مِني وَذُو القُرْبى بِمَنْزِلَة ٍ … وإخوتي أسوة ٌ عندي وإخواني

لاتُخلِقَنْ خُلُقِي فيِهمْ وقَدْ سَطَعَتْ … ناري وجددَ من حالي الجديدانِ


في دَهْرِيَ الأوَّل المَذموم أعرِفُهمْ … فالآن أنكرهُم في دهري الثاني ؟

لاقَى إذن غَرْسُهمْ أكدَى ثَرًى وجَرَت … مِني ظُنُونُهم في شَر مَيدانِ

عَصَابَة ٌ جَاورَتْ آدَابُهمْ أَدَبي … فهمْ وإن فرقوا في الأرضِ جيراني

أرواحُنا في مكانٍ واحدٍ وغدتْ … أبداننا في شآمٍ أو خراسانِ

وربَّ نائي المغاني روجهُ أبداً … لصيقُ روحي، ودانٍ ليس بالداني

أفي أخٍ ليّ فردٍ لا قسيمَ لهُ … في خَالِصِ الوُد مِنْ سِرّي وإعلاني

تُرَدُّ عَنْ بَحْرِكَ المَوْرُودِ رَاجَعَة ً … بغيرِ حاجاتها دلوي وأشطاني؟

مسلطٌ حيثُ لا سلطانَ لي ويدي … مغلولة ُ النفعِ والسلطانُ سلطاني

كالنَّارِ بَارِدَة ً في عُودِها ولَها … إن فارقَتْهُ اشتِعالٌ ليسَ بالوَاني

ما أنسَ لا أنسَ قولاً قالهُ رجلٌ … غضضتُ في عقبه طرفي وأجفاني

نَلِ الثُّرَيَّا أو الشعْرَى فليسَ فَتًى … لَمْ يُغنِ خمْسِينَ إنساناً بإنَسانِ


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

You cannot copy content of this page