تُنازِعُ في الدّنيا سِواكَ، وما لَهُ قصيدة أبوالعلاء المعري
تُنازِعُ في الدّنيا سِواكَ، وما لَهُ – أبوالعلاء المعري
تُنازِعُ في الدّنيا سِواكَ، وما لَهُ … ولا لَكَ شيءٌ، بالحَقيقَةِ، فيها
ولكنّها ملكٌ لرَبٍّ مُقدِّرٍ، … يُعِيرُ جُنُوبَ الأرضِ مُرْتَدِفيها
ولم تحظَ في ذاكَ النّزاعِ بطائلٍ … من الأمرِ، إلاّ أنْ تُعَدّ سَفِيها
أيا نَفسِ لا تعظُمْ عليكِ خطوبُها، … فمُتّفِقُوها مثْلُ مُختَلِفيها
وُصِفتِ لقومٍ رحْمَةً أزَليّةً، … ولم تُدْرِكي، بالقولِ، أن تصِفيها
تَداعَوا إلى النّزرِ القَليلِ، فجالَدوا … عَليهِ، وخَلّوها لمُغْتَرِفيها
وما أُمُّ صِلٍّ، أو حَليلَةُ ضَيْغَمٍ، … بأظلَمَ من دُنياكِ، فاعترفيها
تُلاقي الوُفودَ القادِميها بِفَرْحَةٍ، … وتَبكي على آثارِ مُنصرفيها
ولم يَتَوازَنْ، في القياسِ، نعيمُها … وسَيّئَةٌ أوْدَتْ بمُقتَرِفيها
وأرْزاقُها تَغْشَى أُناساً بفَترَةٍ، … وتَقصُرُ، حيناً، دونَ مُكترِفيها
وما هيَ إلاّ شاكَةٌ ليسَ عندَها … وجَدِّكَ، إرْطابٌ لمُخترِفيها
فنالتْ، على الخضراءِ، شُرْبَ كُمَيتها، … وغالَتْ، على الغَبراءِ، مُعتَسفيها
كما نُبِذَتْ، للوَحشِ والطيرِ، رازِمٌ، … فألفَتْ شروراً بينَ مُختَطِفيها
تَناءَتْ عن الإنصافِ، مَن ضِيمَ لم يجدْ … سَبيلاً إلى غاياتِ مُنتَصِفيها
فأطبِقْ فَماً، عنها، وكفّاً ومُقلَةً، … وقُلْ لغَويّ القَوم: فاكَ لفيها
كأنّ التي في الكأسِ، يَطفُو حَبابُها، … سِمامُ حُبابٍ بَينَ مُرتَشفيها
تُتابِعُ أجزاءَ الزّمانِ لطائِفاً، … وتُلحِقُ تَفريقاً بمُؤتلفيها