دَعْ آدَماً، لا شَفاهُ اللَّهُ من هَبَلٍ، قصيدة أبوالعلاء المعري
دَعْ آدَماً، لا شَفاهُ اللَّهُ من هَبَلٍ، – أبوالعلاء المعري
دَعْ آدَماً، لا شَفاهُ اللَّهُ من هَبَلٍ، … يَبكي على نَجلِهِ المَقتولِ هابيلا
فَفي عِقابِ الذي أبداهُ، من خطإٍ، … ظلْنا نُمارِسُ من سُقمٍ عقابيلا
ونحنُ من حَدَثانٍ نَمتري عَجَباً؛ … ومَعشَرٌ يَقِفونَ الغَيَّ تَسبيلا
همُ الغَرابيبُ من إثمٍ، وإنْ أُمِنوا … على سِرارِكَ لم تُعَدمْ غَرابيلا
دَهرٌ يكُرُّ، ويَومٌ ما يَمُرُّ بِنا … إلاّ يزيدُ بهِ المَعقولُ تَخبيلا
مِن أنكَرِ النُّكرِ سودانٌ شَرامحةٌ، … تكونُ أبناؤها بِيضاً تَنابيلا
تنَسّكَ الأسَدُ الضّرْغامُ، وابتكَرَتْ … جآذِرُ العِينِ آساداً رآبيلا
إنّ القِيانَ وشُرْبَ الرّاحِ مَفسَدَةٌ، … من قبلِ لَمْكٍ وقَيْنانٍ وقابيلا
أمّا سَرابيلُ دنياكُمْ فضافِيَةٌ، … وما كُسيتمْ من التّقوى سرابيلا
فقابَلَ التُّرْبُ سِمْطَيْ لؤلؤٍ بفَمٍ، … يرومُ للمُومِسِ الغيداءِ تَقبيلا
وما وجَدْتُ مَنايا القَومِ مُغفِلَةً … شِبلاً بغابٍ، ولا غَفراً بإشبيلا
أرى التطوّلَ، في الأقوامِ، طال بكم … إلى النّجومِ، وإن كنتمْ حَنابيلا