أبو الفضل بن الأحنف

سرَى طَيفُ فوزٍ آخرَ اللّيلِ بالطَّفِّ قصيدة أبو الفضل بن الأحنف

سرَى طَيفُ فوزٍ آخرَ اللّيلِ بالطَّفِّ – أبو الفضل بن الأحنف


سرَى طَيفُ فوزٍ آخرَ اللّيلِ بالطَّفِّ … فنَحّى الكَرَى عني وأغفَتْ ولمْ أُغفِ

وباتَ الهوى لي حاسراً عن ذراعهِ … يُلهِّبُ في الصَّدرِ الهموم ولا يُطفي

وبِتُّ كأنّي بالثّرَيّا مُعَلَّقٌ … أُناشدُ مَن يَدري ويَعلَمُ ما أُخفي

ولوْ أنّ خَلقَ الله رامُوا بوَصفِهِمْ … تباريحَ ما بي قصَّروا عن مدى الوصفِ

فيا بَرْحَ أحزاني ويا درَّ عبرتي … ويا وَيْلتي ماذا لقيتُ ويا لَهْفي

أليَسَ بحَسبي أنْ أبيعَ كرَامَة ً … بذُلٍّ وأن أُعطي المُبَهرَجَ بالصِِّرْفِ

ولَوْ أنصَفَتْني في المَوَدّة ِ والهَوَى … رضيتُ ويرضيني أقلُّ من النِّصفِ

فيا رَبّ بين قلبي وقلبها … لكَيلا تَعدّى بي أمامي وَلا خَلْفي

ويا رَبّ صَبّرْني على ما أصابَني … فأنتَ الذي تكفي وأنت الذي تُعفي

ويا رَبّ عَذّبها بما بي مِنَ الهَوَى … ولا كالذي عَذّبتَ قارُونَ بالخَسْفِ

أصدُّ ، إذا مامرَّ بي بعضُ أهلها … بوَجهي وتأبَى المُقلَتانِ سَوى الذَّرْفِ

يُبِينُ لِساني عَن فؤادي ورُبّما … أسرّ لساني ما يَبُوحُ بهِ طَرْفي

فلَوْ قامَ خَلقُ الله صَفّاً وأُفرِدَتْ … لَشايعتها وحدي وملتُ عن الصَفِّ


أُعِيذُكِ أنْ تَشقَيْ بقَتلي فإنّني … أخافُ عليكِ الله إن سِمتِني حَتْفي

فإنْ شِئتِ حَرّمتُ النّساءَ سواكُمُ … بحِلْفٍ وأيمانٍ وحُقَّ لكُم حِلفي

وما بي دَمي بل لي إذا متُّ راحَة ٌ … ولكن لكَيما تَسلَمي فاسمَعي هَتفي

فلولاكِ ما زيّنتُ نفسي بزينة ٍ … و لولاكِ ما ألَّفتُ حرفاً إلى حرفِ

إذا القَلبُ أوْما أن يَطيرَ صَبابَة ً … ضرَبتُ لهُ صدري وألزمته ُكفّي

يَهُمُّ فَلولا أنّ صَدْري حِجَابُهُ … لَطار دِراكاً أو تَحامَلَ بالجَدْفِ

كأنّ جَنَاحَيهِ إذا هاجَ شَوْقُه … يدا قينة ٍ هوجاءَ تضربُ بالدُّفِّ

ألا هل إلى قلبي سبيلٌ لعلَّني … أُمِرُّ جناحيهِ على القصِّ والنّتفِ

إذا ما ذكرتُ الهجر للقلب لم يزل … يُعذّبني بالسّيرِ طَوراً وبالوَقفِ

يطاوعني حتى إذا قلتُ قد أنَى … وتابَعَني لاشكَّ مالَ إلى الصَّدْفِ

أُقاتلُ عن قلبي الهوى فكأنَّني … وإياهُ نَزَّالان في مُلتقىا لزَّحفِ

لأيّة ِ حالٍ يَستَحِلُّ الهَوى دَمي … لأعذرَهُ ؟ أُفٍّ لهذا الهوى أُفِّ

وأقسمُ مابي عنهُ ضعفٌ بحالة ٍ … ولو قد تراءى لي لما كنتُ أستعفي


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

You cannot copy content of this page