سُقيا لِشَوْهاءَ ما هَمّتْ بفاحشَةٍ، قصيدة أبوالعلاء المعري
سُقيا لِشَوْهاءَ ما هَمّتْ بفاحشَةٍ، – أبوالعلاء المعري
سُقيا لِشَوْهاءَ ما هَمّتْ بفاحشَةٍ، … غدتْ على الغزلِ، ليستْ تعرِفُ الغزَلا
وتجهَلُ العُودَ، إلاّ عُودَ مِغزَلِها، … ولا تَراحُ، إذا ما عاتِقٌ بُزِلا
كلُّ البريّةِ شاكٍ، لو سَما زُحَلٌ … إلى السّماكِ رآهُ يَشتَكي العَزَلا
إنّ الغُرابَ، ولم يوجَدْ أخو قَدَمٍ … أصحَّ منهُ، تُعاني رِجلُهُ قَزلا
فجنّبِ الزّهوَ في الدّنيا، فلو زُهيتْ … غُرُّ الغَمامِ لذُمّ القَطرُ، إذ نَزَلا
لوْ تاهَ بَيتُ قريضٍ، وهو مُنتَسِبٌ … في كامل الشّعر، وافى الوَقصَ أو خُزلا
فاعجَبْ لعُودِ الغواني لم يَخَفْ هرَماً، … ولا يَراهُ زمانٌ، في السُّرى، هُزِلا
في هَيئةِ البَكرِ، ما حالتْ سَجيّتُهُ، … فقيلَ: أسدسَ، في حوْلٍ، وما بُزِلا
تلاوَمَ النّاسُ، وافتَنّتْ ظنونُهُمُ، … وأرْجأ النّاشىءُ الباغي، أو اعتزلا
وقيلَ لا بعثَ يُرْجى للثّوابِ، وما … سمِعتَ، في ذاكَ، دعوى مبطلٍ هَزلا
وكيفَ للجسمِ أن يُدْعى إلى رَغدٍ، … من بعدِ ما رَمّ، في الغبراءِ، أو أزِلا؟
وهل يَقومُ لحملِ العبءِ، من جدَثٍ، … ظَهرٌ، وأيسرُ ما لاقاهُ أن جُزِلا؟
ما أحسبُ الكَوكبَ المِرّيخَ أو زُحلاً، … إلاّ أميرينِ، إنْ طالَ المَدى عُزِلا