طرَحتمْ منَ التّرْحالِ ذِكْراً، فغَمّنا، قصيدة أبو نواس
طرَحتمْ منَ التّرْحالِ ذِكْراً، فغَمّنا، – أبو نواس
طرَحتمْ منَ التّرْحالِ ذِكْراً، فغَمّنا، … فلوْ قد شَخَصْتمْ صَبّحَ الموْتُ بَعضَنا
زَعمْتُمْ بأنّ البَيْنَ يُـحْزِنُكُمْ ، نعَـمْ … سَـيُـحْـزِنُكُـمْ عِـلْـمي ، ولا مثْلَ حُزْنِـنـا
تَـعالوا نُـقارِعْكُـمْ لِنَـعْـلَمَ أيُّنـا … أمضّ قلوباً، أوْ مَن أسخَنُ أعيُنَا
أطالَ قصـير اللّيْلِ ، يا رَحِمَ ، عندَكُمْ ، … فإنّ قصـيرَ الليْلِ قد طالَ عندَنـا
وما يَعْرِفُ اللّيْلَ الطّويلَ وغَمُّـهُ … مِنَ النّـاسِ ، إلاّ مَنْ تَـنَـجَـمَ أو أنـا
خَلِيّونَ مِنْ أوْجاعِنَا يَعْذِلُونَنا، … يقـولـونَ : لِمْ تَهـوُونَ ؟ قـلْنـا : لِـذَنْبنـا
يَقُومونَ في الأقوامِ يَحْكُونَ فِعلَنا … سَـفاهَـة َ أحْـلامٍ ، وسُخْـرِيَـة ً بِـنا
فلَوْ شاءَ رَبّي لابْتَلاهُمْ بِما بهِ ابْـ … ـتَلانَا فكانُوا لا عَلَينا ولا لَنَا
سأشكُو إلى الفَضْلِ بنِ يحيَى بن خالدٍ … هَواكِ لَعَلَّ الفَـضْـلَ يَجْمَعُ بيْننا
أميرٌ رَأيتُ المالَ، في نِعَمَاتِهِ، … ذلِـيـلاً مَهيـنَ النّـفْـسِ بالضِّينِ مُوقِنـا
إذا ضَنّ رَبُّ المالِ أعْلَنَ جُودُهُ … بحَيَّ على مالِ الأمِيرِ، وأذّنَا
وللفَضْلِ صَوْلاتٌ على صُلْبِ مالِهِ، … تَرَى المالَ فيها بالمَهانَة ِ مُذْعِـنَـا
وللفَضْلِ حِصْنٌ في يدَيهِ مُحَصَّنٌ، … إذ لَبِـسَ الدّرْعَ الحَـصـينَـة َ وَكْتَنـى
إلَيكَ أبا العَبّاسِ من دونِ مَن مشَى … عليها امتَطينَا الْحَضرَميّ المُلَسَّنَا
قَلائِـصَ لَمْ تُـسْـقِطْ جَنيناً مِنَ الوَجى ، … ولَمْ تَدْرِ ما قَـرْعُ الفَـنيـقِ ولا الهَنا
نَـزُورُ عليْها مَنْ حَـرَامٌ مُـحَـرَّمٌ … عليْـهِ بأنْ يَـعْـدو بِـزَائِـرِهِ الغِـنــى
كَـأنّ لَـديْـهِ جَـنَّـة ً بابِـلَـيَّـة ً … دَعا يَنْعُها الْجُنّاءَ منها إلى الْجَنَى
أغَرُّ لَهُ ديباجَة ٌ سابِرِيّة ٌ، … ترَى العِتْقَ فيها جارِياً مُتَبَيَّنَا