طلَبتُ مَكارِماً، فأجَدتُ لَفظاً، قصيدة أبوالعلاء المعري
طلَبتُ مَكارِماً، فأجَدتُ لَفظاً، – أبوالعلاء المعري
طلَبتُ مَكارِماً، فأجَدتُ لَفظاً، … كأنّا خالِدانِ على الزّمانِ
سيُنسى كلُّ ما الأحياءُ فيهِ، … ويَختَلِطُ الشّآمي باليَماني
ورُمتُ تجَمُّلاً، فكُسيتُ شَيناً؛ … ومَن لكَ من شرورِكَ بالأمان؟
وإنّ حَوادِثَ الأيّامِ نُكْدٌ، … يُصَيّرْنَ الحَقائقَ كالأماني
ضَماني أن سيَنفَدُ كلُّ شيءٍ، … سوى مَن ليسَ يَدخُلُ في الضّمان
وما خِلتُ السِّماكَ، ولا أخاهُ، … على خَلقَيْهِما لا يَهرَمان
وما أدري أعِلمُهما كعِلمي، … بهذا الأمرِ، أمْ لا يَعلَمان؟
فهلْ للفَرْقدَينِ سُلافُ راحٍ، … على كاساتِها يتَنادَمان؟
وإنْ فهِما خطابَ الدّهرِ مثلي، … فَما سَعِدا بما يَمنيهِ مان
وأروَحُ منهما حادي ثلاثٍ، … يسوّقهنّ، أو حادي ثمَان
ومَن لي أن أكونَ طريدَ سِرْبٍ … سما لي خِدْنُ سِنبِسَ، أو رَماني
ألم ترَني كَمَيتُ النّاسَ نَفسي، … فأظهَرَني القَضاءُ، وما كماني؟