قَدْ أغْتَدي، واللّيلُ في ادْهمامِهِ قصيدة أبو نواس
قَدْ أغْتَدي، واللّيلُ في ادْهمامِهِ – أبو نواس
قَدْ أغْتَدي، واللّيلُ في ادْهمامِهِ … لم يَحسِـرِ الصّبحُ دُجَى ظَـلامِـهِ
بساهِمٍ يَمرَحُ في آدامِهِ، … مُـزَبْـرَجِ المَـتنِ ، وفي خِـدامِـهِ
مثلُ بَديعِ العَصْـبِ في إحكامِـهِ، … كأنّ خَطّيْ جانِبَيْ لِثَامِهِ
مِنْ مُؤخَرِ الْخَدّ إلى قُدّامِهِ، … خَـطٌّ مُبينُ النّقْـشِ في إعْـجامِـهِ
أجـراهُما بالعُـودِ مِنْ أقـلامِـهِ ، … لا يأمَنَنّ الوَحشُ مِنْ عُـرامِـهِ
يَعدّ يوْمَ الدَّجْن من أيّامِهِ، … فَصارَ، والْمَقرورُ في أهْدامِهِ
قَبلَ انتِباهِ الْحَرّ مِنْ مَنامِهِ، … ابنُ فلاة ٍ صَلّ منْ آرامِهِ
ثمّ انْتَحَى في سَنَنَيْ جِمامِهِ، … لناشِطٍ يَدْفَعُ عَن أخْلامِهِ
فظَلّ يُغري مُلتَقَى أخصامِهِ، … مِنْ خَلفِهِ طَوْراً ومن أمامِهِ
كأنّهُ ، في الكَـرّ واقتِحـامِـهِ ، … ضـرْبُ فتَـى شيبـانَ في إقْـدامِـهِ
من خيطة ِ النّحْـرِ ، ومن قَـدّامِـهِ، … حتى هوَى يَفحَصُ في رغامِهِ
منقَلبُ الرّوْقِ على أزْلامِهِ، … يالـكَ من غـادٍ إلى حِـمـامِـهِ