قِفُوا جَددُوا مِنْ عَهْدِكم بالمَعَاهِدِ قصيدة أبو تمام
قِفُوا جَددُوا مِنْ عَهْدِكم بالمَعَاهِدِ – أبو تمام
قِفُوا جَددُوا مِنْ عَهْدِكم بالمَعَاهِدِ … وإِنْ هيَ لَمْ تَسمَعْ لِنشْدَانِ ناشِدِ
لَقَدْ أطرَقَ الرَّبْعُ المُحِيلُ لِفَقْدِهِمْ … و بينهمِ إطراقَ ثكلان فاقدِ
و ابقوا لضيفِ الحزن منيَ بعدهم … قِرى ً مِنْ جَوى ً سَارٍ وطَيْفٍ مُعَاودِ
سقتهُ ذعافاً عادة الدهر فيهم … و سمَّ الليالي فوق سمِّ الاساودِ
بهِ عِلَّة ٌ للبَيْنِ صَمَّاءُ لم تُصِخْ … لبرءِ ولم توجب عيادة عائدِ
و في الكلة الوردية ِ اللونِ جوذرٌ … من العينِ وردُ اللونِ ورد المجاسدِ
رماني بخلفٍ بعد ما عاشَ حقبة ً … ولاسَمُرِي فيها لأوَّلِ عَاضِدِ
غدت مغتدى الغضبى وأوصت خيالها … بهجران نضو العيسِ نضوِ الخرائدِ
و قالت نكاحُ الحبِّ يفسدُ شكلهُ … و كم نكحوا حبا وليس بفاسدِ
سآوي بهذا القلبِ من لوعة ِ الهوى … إلى ثَغَبٍ مِنْ نطْفة ِ اليأْس بَاردِ
و أروعَ لا يلقي المقاليد لامرئٍ … و كلُّ امرئٍ يلقي لهُ بالمقالدِ
لَهُ كِبْريَاءُ الْمُشْتَرِي وسُعُودُهُ … وسَوْرَة ُ بَهْرامٍ وظَرْفُ عُطَارِدِ
أغرُّ يداهُ فرضتا كلِّ طالبٍ … وجَدْوَاهُ وَقْفٌ في سَبيلِ المَحَامِدِ
فتى ً لم يقم فرضاً بيوم كريهة ٍ … إلى كُل أُفْقٍ وَافِداً غَيْرَ وَافِدِ
و لااشتدت الأيامُ الاّ ألانها … اشمُّ شديدُ الوطءِ فوقَ الشدائدِ
بلوناهُ فيها ماجداُ ذا حفيظة ٍ … و ما كان ريبُ الدهر فيهابماجدِ
غدا قاصداً للمجدِ حتى أصابهُ … وكَمْ مِنْ مُصِيبٍ قَصْدَهُ غَيْرُ قاصِدِ
همُ حسدوهُ لا ملومينَ مجدهُ … وماحاسِدٌ في المَكْرُمَاتِ بحَاسِدِ
قراني اللهى والودَّ حتى كأنما … أَفادَ الغِنَى مِن نائِلي وفَوَائِدِي
فأصْبَحَ يَلْقاني الزَّمانُ مِنَ اجْلِهِ … بإعْظَامِ مَوْلُودٍ ورَأْفَة ِ والِدِ
يصدُّ عن الدنيا اذا عنَّ سؤددٌ … و لو برزتْ في زيِّ عذراءَ ناهدِ
إذَا المَرْءُ لَمْ يَزْهَدْ وقَدْ صُبِغَتْ لَهُ … بعُصْفُرِها الدُّنيا فلَيْسَ بِزَاهِدِ
فَواكَبدِي الْحَرَّى ووَاكَبِدَ النَّدَى … لأيَّامِهِ لَوْ كُنَّ غَيْرَ بَوائِدِ
و هيهات ما ريبُ الزمان بمخلدٍ … غَرِيباً ولارَيْبُ الزَّمانِ بِخَالِدِ