أبو تمام

كَشِفَ الغِطَاءُ فأَوْقِدِي أَوْ أَخْمِدِي قصيدة أبو تمام

كَشِفَ الغِطَاءُ فأَوْقِدِي أَوْ أَخْمِدِي – أبو تمام


كَشِفَ الغِطَاءُ فأَوْقِدِي أَوْ أَخْمِدِي … لم تكمدي فظننتِ ان لم يكمدِ

يكفيكه شوقٌ يطيلث ظماءهُ … و اذا سقاهُ سقاهُ سمَّ الأسودِ

عذلت غروبُ دموعهِ عذالهُ … بِسَواكِبٍ فَنَّدْنَ كُلَّ مُفَندِ

أَتَتِ النَّوَى دُونَ الهَوَى ، فأَتى الأَسَى … دون الاسى بحرارة ٍ لم تبردِ

جَارَى إِليْهِ البَيْنُ وَصْلَ خَرِيدَة ٍ … ماشَتْ إِليْهِ المَطْلَ مَشْيَ الأَكْبَدِ

عبث الفراقُ بدمعهِ بقلبهِ … عبثاً يروحُ الجدُّ فيهِ ويغتدي

يا يومَ شردَ يومَ لهوي لهوهُ … بصَبَابَتِي وأَذَلَّ عِزَّ تَجلُّدِي

ما كانَ أَحْسَنَ لو غَبَرْتَ فلَم نَقُلْ … ما كان أقبح يومَ برقة ِ منشدِ

يومٌ أفاضَ جوى اغاضَ تعزياً … خاضَ الهوى بحريْ حجاهُ المزيدُ

عطفوا الخدورَ على وشيَ الخدودِ صيانة ً … وَشْيَ البُرُودِ بِمُسجَفٍ ومُمَهَّدِ

أهلاً وسهلاً بالإمام ومرحباً … سهلت حزونة ُ كل أمرٍ قرددِ

غلّ المروراة الصحاصح عزمهُ … بالعِيسِ إن قَصَدَتْ وإِن لم تَقْصِدِ

مُتَجَردٌ ثَبْتُ المَوَاطِىء حَزمُهُ … مُتَجَردٌ للحادِثِ المُتَجَردِ

فانتاشَ مصرَ من اللتيا والتي … بتجاوزٍ وتعطفٍ وتغمدِ

في دولة ٍ لحظَ الزمانُ شعاعها … فارْتَدَّ مُنْقَلِباً بعَيْنَيْ أَرْمَدِ

من كان مولدهُ تقدمَ قبلها … او بعدها فكأنهُ لم يولدِ

اللَّهُ يَشْهَدُ أَنَّ هَدْيكَ للرضَا … فينَا ويَلعَنُ كُلَّ مَنْ لَمْ يَشْهَدِ

أَوَليَّ أمَّة ِ أَحْمَدٍ ما أَحْمَدٌ … بمضيعِ ما أوليتً امة َ أحمدِ

أما الهدى فقد اقتدحتَ بزندهِ … في العالمين فويلُ من لم يهتدِ

نحن الفداءُ من الردى لخليفة ٍ … برضاهُ من سخطِ الليالي نفتدي


مَلِكٌ إذا ما ذِيقَ مُرّ المُبْتَلى … عِندَ الكَرِيهَة ِ عَذْبُ مَاءِ المَحْتِذِ

هَدَمَتْ مَساعِيهِ المَسَاعِيَ وابتَنَتْ … خططَ المكارمُ في عراض الفرقدِ

سَبقَتْ خُطَا الأَيَّامِ عُمْريَّاتُهَا … ومَضَت فصَارَت مُسْنَداً للمُسْنَدِ

ما زال يمتحنُ العلى ويروضها … حَتَّى اتَّقَتْهُ بكيمِيَاءِ السُّؤْدُدِ

سَخِطَتْ لَهَاهُ على جَدَاهُ سَخطَة ً … فاسْتَرْفَدَتْ أَقصَى رِضَا المُسْتَرْفِدِ

صدمت مواهبهُ النوائبَ صدمة ً … شَغَبَتْ على شَغَبِ الزَّمانِ الأَنْكدِ

وطئت خزونَ الجودِ حتى خلتها … فَجَرَتْ عُيُوناً في مُتُونِ الجَلْمَدِ

وأَرَى الأُمُورَ المُشكِلاتِ تَمَزَّقَتْ … ظُلُماتُهَا عن رَأْيكَ المُتَوقدِ

عَنْ مثْل نَصْل السَّيْفِ إلا أَنَّهُ … مذ سلَّ اولَ سلة ٍ لم يغمدِ

فبَسَطْتَ أَزْهَرَهَا بوَجْهٍ أَزْهَرٍ … وقَبَضْتَ أرْبَدَهَا بوَجْهٍ أَرْبَدِ

… للرَّاغِبينَ زَهَادَة ٌ في العَسْجَدِ

لو يعلمُ العافون كم لك في الندى … من فرحة ٍ وقريحة ٍ لم تخمدِ

و كأنما نافستَ قدرك حظهُ … و حسدتَ نفسكَ حينَ أن لم تحسدِ

… عصفت بهِ أرواحُ جودك في غدِ

… فيها بشَأْوِ خَلائِق لم تُجْهِدِ

… و حطمتَ بالانجاز ظهرَ الموعدِ

… فاقام عنك وأنتَ سعدُ الاسعدِ

… مرهاً وتربة ُ ارضهِ من إثمدِ

هذَا أَمِينَ اللَّهِ آخِرُ مَصْدَرٍ … شجيَ الظماءُ يه وأولُ موردِ

ووسيلتي فيها اليك طريفة ٌ … شامُ يدينُ بحبّ آل محمدِ

حتّى لقدْ ظَنَّ الغُوَاة ُ وباطِلٌ … أني تجسم فيَّ روحُ ال…..

و متى يخيّم في الفؤاد عناؤها … فغَنَاؤها يَطْوِي المَرَاحِلَ في اليَدِ


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

You cannot copy content of this page