أبو تمام

لامته لامَ عشيرها وحميمها قصيدة أبو تمام

لامته لامَ عشيرها وحميمها – أبو تمام


لامته لامَ عشيرها وحميمها … مِنْها خَلائقُ قَدْ ابَنَّ ذَمِيمُها

لم تدرِ كمْ من ليلة ً قد خاضها … ليلاءَ وهي تنامُها وتنيمها

نكرتْ فتى ً أذرى بنضرة ِ وجههِ … وبمائِهِ تكدُ الخطوبِ ولومُها

لا تنكري همي فإني زائدي … حزماً حضارُ النائباتِ وشومها

فَلَقَبْلُ أظهرَ صَقْلُ سَيْفٍ أَثْرَه … فبدا وهذَّبتِ القلوبِ همومُها

والحادثاتُ وإنْ أصابكَ بوسها … فهْوَ الذي أَنْبَاكَ كيفَ نَعيمُها

أو ما رأيتَ منازلَ ابنة ِ مالكٍ … رَسَمَتْ لهُ كيْفَ الزَّفِيْرُ رُسُومُها 

أنْاؤُهَا وطُلُولُها وَنجَادُها … ووهادُها وحديثها وقديمها

تغدو الرياحُ سوافياً وعوافياً … فتضِيم مَغْناها وليسَ يضِيمُها

وكأنما ألقى عصاهُ بها النوى … مِنْ شقَّة ٍ قذَفٍ فليْسَ يَريمُها

إني كشفتُكِ أزمة ً بأعزة ٍ … غُرٍّ إذا عمرَ الأمورَ بهيمها

بثلاثة ٍ كثلاثة ِ الراحِ استَوَى … لكَ لَوْنها ومَذاقُها وشَمِيمُها

وثلاثة ِ الشجر الجنيِّ تكافأتْ … أفنانُها وثِمَارُها وأرُومُها

وثلاثة ِ الدلوِ أستجيدَ لماتحٍ … أعوَادُها ورِشَاؤُها وأديمُها

وثلاثة ِ القدر اللواتي أشكلت … أأخيرُها ذو العبءِ أمْ قيدُومُها


وإذا علوقُ الحاجِ يوماً سُكِّنَتْ … بهمُ فقدْ رئمتك حينَ ترومُها

عبدُ الحميدِ لها وللفضلِ الرُّبا … فيها ومِثْلُ السَّيْفِ إِبَراهِيمُها

جازوا خلائقَ قد تيقنتِ العلى … كلَّ التيقنِ أنهنَّ نجومُها

لو أنَّ باقلاً المفهَّه ينبري … في مَدْحِهَا سَهُلَتْ عليه خُزُومُهَا

ولَو انَّ سَحْبَانَ المُفَوَّة َ يَنْتَحي … في ذَمها لَمْ يَدْر كيفَ يَذِيمُها

إنَّا أتيناكُمْ نصونُ مآرباً … يَسْتَصغِرُ الحَدَثَ العظيم عَظِيمُها

بالعيس قاسَمْنا الفَلا أشلاءَها … والبيدُ لا يعطى السواءَ قسيمُها

فلنا أمينُ فصوصها وشخوصِها … ولَها وريُّ سَديفِها ولحُومُها

أخذتْ محالَتَها السهوبُ وبدءَها … فالبُعْدُ يَعْذِرها ونحنُ نَلُومُها

صُفُحٌ عن النَّبْآتِ ليسَ يؤودُها … جرسُ الدجى مكاؤها ونئيمها

ليلية ٌ قدْ وقرتْ هاماتِها … مِنْ قَبلُ أصدَاءُ الفَلاة َ وبومُها

مهرية ٌ بلغَ الكراية َ ركبُها … مِنها وغابَ مُريحُها ومُسيمُها

فَعَنِيقُها يَعْضِيدُها ووَسيجُهَا … سَعْدَانُهَا وذَميلُها تَنَّومُها

ملكَ الكلالُ رقابها وأنوفَها … فُنُعوبُها دِينٌ لَها وسُعُومُها

فكأنَّ مُهْمَلَها مُخَيَّسُ غَيْرها … وكأنَّما مَخْلُوعُها مَخْطُومُها


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

You cannot copy content of this page