لا تَحْزَنَنَّ لفُرقة ِ الأقْرانِ، قصيدة أبو نواس
لا تَحْزَنَنَّ لفُرقة ِ الأقْرانِ، – أبو نواس
لا تَحْزَنَنَّ لفُرقة ِ الأقْرانِ، … وَاقْـرِ الفُـؤادَ بمُـذْهِـبِ الحـزانِ
بمصُـونـة ٍ قد صانَ بهْجَة َ كأسِها … كُنّ الخدُورِ ، وخـاتَمُ الدّنّـانِ
دقّتْ عن اللحظاتِ، حتى ما ترى … إلاّ التِماعَ شُعاعِها العيْنانِ
وكأنّ للذهب المذُوبِ بكأسِها … يحـراً يجيشُ بأعيـنِ الجيتـانِ
ومُزَنَّرٍ قد صبّ في قارورَة ٍ … ريقَ السحابِ على النجيع القاني
شَمْسُ المـدامِ بِكَـفّـهِ وبـوجهِـهِ … شمْسُ الجمالِ فـبيْنَنـا شمسـانِ
والشمسُ تطلعُ من جِـدارِ زُجاجـها … وتغيبُ ، حين تغيبُ ، في الأبـدانِ
في مجْلسٍ جعلَ السرورُ جَناحَـهُ ، … سِـتْـراً لَـه من ناظـر الحِـدثـانِ
لا يَـطْـرُقُ الأسْماعَ في أرْجائِـهِ ، … إلاّ ترنّمُ ألْسُنِ العِيدانِ
أو صـوْتُ تصْـفيـقِ الجليسِ تطرّباً ، … وبَـكاءُ خابيـة ٍ ، وضِـحْكُ قَنـاني
حتى إذا اشتملَ الظلامُ ببُرْدِهِ، … وهَـكّذا حنين ُنـواقـسُ الـرّهْـبـانِ
ألفيتُهُ بدْراً يلُوحُ بكَفّهِ … بدْرٌ، جمعتهما لعين الرّاني
مازِلْتُ أشـرَبُ كأسهـم من بينِـهمْ … عَمْـداً ، وما بيَ عجْـزَة ُ النَّـشْـوانِ
لأنالَ منهمْ عند ذاكَ تَحِيّة ً … إمّا بوجْهٍ، أو بطَرْفِ لسانِ