لنا خمرٌ ، وليسَ بخمر مخْلٍ ، قصيدة أبو نواس
لنا خمرٌ ، وليسَ بخمر مخْلٍ ، – أبو نواس
لنا خمرٌ ، وليسَ بخمر مخْلٍ ، … و لكن من نتاجِ الباسقاتِ
كَرائمُ في السماءِ، زَهيْنَ طولاً … ففاتَ ثمارُها أيْدي الجُناة ِ
قلائصُ في الرّؤوسِ لها ضُرُوعٌ … تدِرّ على أكفّ الحالِباتِ
صحائِحُ لا تُعَدّ، ولا نراها … عِجافاً في السنينَ الماحِلاتِ
مسارحُها المدارُ، فبطنُ جَوْخَى … إلى شَطّ الأُبُلّة ِ فالفُراتِ
تُراثاً عن أوائلِ أوّلينـا … بني الأحرار، أهْلِ المكرماتِ
تذُبُّ بها يدُ المعروفِ عنّا … وتصبرُ للحقوقِ اللاّزماتِ
فحينَ بدا لكَ السّرطانُ يتْلــو … كَواكِبَ كالنّعاجِ الرّاتِعاتِ
بَدا بينَ الذّوائبِ في ذُراهَا … نباتُ كالأكُفّ الطّالعاتِ
فَشُقِّقَتِ الأكفّ ، فخلتُ فيها … لآلىء َ في السّلوكِ مُنَظَّمَاتِ
و مازالَ الزّمانُ بحافَتَيْها … و تقليبُ الرّياحِ الــلاّقحاتِ
فعادَ زُمُرّداً، واخْضَرّ حَتّى … تخال به الكِباشَ الناطحاتِ
فلمّا لاحَ للسّاري سهيل، … قُبَيْلَ الصّبْح من وقتِ الغَداة ِ
بدا الياقوتُ، وانتسبتْ إليْهِ … بحُمْرٍ ، أو بصُفرٍ فاقعاتِ
فلمّا عاد آخرها خبيصاً ، … بعثْتُ جُنَاتها بمُعقَّفَاتِ
فضُمّنَ صَفْوُ ما يجْنونَ منها … خوابيَ، كالرّجالِ، مُقَيَّراتِ
وقلتُ: اسْتَعْجِلوا، فاسْتَعْجَلوها … بِضَرْبٍ بالسّياطِ مُحَدْرَجاتِ
ذوائبُ أمّها جُعلتْ سياطاً … تحثّ ، فما تناهَى ضارباتِ
فولّدَتِ السّيَاطُ لها هَديراً … كترجيعِ الفُحُولِ الهائجاتِ
فلمّا قِيلَ قد بلغتْ، ولَمّا، … وتوشكُ أن تقَرّ، وأن تُؤاتي
نَسَجْتُ لها عمائم من ترابٍ … و ماءٍ ، محْكَماتٍ مُوثَقاتِ
ستَرْتُ الْجَوّ خَوْفاً من أذاهُ … فباتَتْ من أذاهُ آمِناتِ
فلمّا قِيلَ قد بلغَتْ كشفْنا الـ … ــعمائمَ عن وجوهٍ مشْرِقاتِ
حساها كلُّ أرْوعَ، شَيْظَمـِيٍّ … كريمِ الْجَدّ، محمودٍ مُؤاتِ
تحية بينهم «تفديك روحي» … وى خر قولهمْ ” أفديك هاتِ..”