أبو تمام

لن يَبْقَ لِلصَّيْفِ لا رَسْمٌ ولا طَلَلُ قصيدة أبو تمام

لن يَبْقَ لِلصَّيْفِ لا رَسْمٌ ولا طَلَلُ – أبو تمام


لن يَبْقَ لِلصَّيْفِ لا رَسْمٌ ولا طَلَلُ … و لا قشيبٌ فيستكسى ولا سملُ

عدلٌ من الدمعِ ان يبكي المصيفَ كما … يبكى الشبابُ ويبكى اللهوُ والغزلُ

يمنى الزمانِ طوت معروفها وغدت … يُسْراهُ وهْيَ لنا مِنْ بعدِها بَدَلُ

ما للشتاءِ ولا للصيفِ من مثلٍ … يَرْضَى به السَّمْعُ إلاَّ الجُودُ والبخلُ

أما ترى الأرضَ غضبي والحصى قلِقٌ … و الأفقَ بالحرجفِ النكباءِ يقتتلُ

من يزعم الصيفَ لم تذهب بشاشتهُ … فغيرُ ذلكَ أَمسَى يَزعمُ الجَبَلُ

غدا لهُ مغفرٌ في رأسهِ يققٌ … لا تهتك البيضُ فوديهِ ولا الأسلُ

اذا خراسانُ عن صنبيرها كشرت … كانت قياداً لنا أنيابهُ العضلُ

يُمْسِي ويَضحِي مٌقيماً في مَبَائِتِه … وَبَأسُهُ في كُلَى الأَقوامِ مُرْتَحِلُ


من كان يجهلُ منهُ جدَّ سورتهِ … في لاقريتين وأمرُ الحقِّ مكتهلُ

فما الضُّلوعُ ولا الأَحشَاءُ جاهِلَة ٌ … و لا الكلى أنهُ المقدامة ُ البطلُ

هذا ولم يَتَّزِر لِلحرْبِ دَيْدَنَهُ … و أيُّ قرنٍ تراهُ حين يشتملُ

إنْ يَسَّرَ اللَّه أَمراً أَثمَرتْ معه … من حيثُ أورقتِ الحاجاتُ والأملُ

فما صلائي ان كان الصلاءُ بها … جمرَ الغضا الجزلِ الا السيرُ والابلُ

المُرضِياتُك ما أَرغمتَ آنُفَها … و الهادياتك وهي الرشدُ والضللُ

تقرّبُ الشقة َ القصوى أذا أخذت … سِلاحَها وَهُو الإرقالُ والرَّمَلُ

إِذَا تَظَلَّمْتَ مِن أَرضٍ فُصِلْتَ بها … كَانَتْ هي العِزُّ إِلاَّ اَنَّها ذُلُلُ


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

You cannot copy content of this page