أبو تمام

ما عهدنا كذا نحيبَ المشوقِ قصيدة أبو تمام

ما عهدنا كذا نحيبَ المشوقِ – أبو تمام


ما عهدنا كذا نحيبَ المشوقِ … كَيْفَ والدَّمْعُ آيَة ُ المَعْشُوقِ

فأَقِلاَّ التَّعْنِيفَ إِنَّ غَرَاماً … أنْ يكونَ الرفيقُ غيرَ رفيقِ

واستمحيا الجفونَ درة ً دمعٍ … في دُمُوع الفِرَاقِ غَيرِ لَصِيقِ

إِنَّ مَنْ عَقَّ والديْهِ لمَلْعُو … نٌ ومَنْ عَقَّ مَنْزِلاً بالعَقيقِ

فقفا العيسَ ملقياتِ المثاني … في مَحَل الأنِيق مُغْنَى الأَنيقِ

إنْ يكنْ رثِّ منَ أناسٍ بهمْ كا … ن يُدَاوَى شَوْقِي ويَسْلسُ رِيقِي

إنَّ في خيمهمْ لمطعمة َ الحج … ـلَيْنِ والمَتْنُ مَتْنُ خُوطٍ وَرِيقِ

وَهْيَ لا عَقْدُ وُدها سَاعَة البَيْـ … ـنِ ولا عَقْدُ خَصْرها بِوَثِيقِ

وكأنَّ الجريالَ يجري بماءِ الدُّ … رَّ في خدها وماءِ العقيقِ

وهيَ كالطبية َ النوارِ ولكنْ … رُبَّما أَمْكَنتْ جَنَاة ُ السَّحُوقِ

باالأسيلِ الغطريفِ والذهبِ الإب … ريزِ فينا والأروعُ الغرنيقُ

في كُماة ٍ يُكْسَونَ نَسْجَ السَّلُوقي … وتَغْدُو بهمْ كِلابُ سَلُوقِ

يتساقونَ في الوغى كأسَ موتٍ … وَهْيَ مَوْصُولَة ٌ بِكَأْسِ رَحِيقِ

وطئتْ هامة َ الضواحي إلى أن … أخذتْ حقها منَ الفيدوقَ

ألْهَبتْها السيَاطُ حَتَّى إذا استَنَّـ … ـتْ بإطلاَقِها على النَّاطَلُوقِ

سنها شزباً فلما استباحتْ … بالقُبُلاَّتِ كُلَّ سَهْبٍ وَنيقِ

سارَ مستقدماً إلى البأسِ يزجي … رهجاً باسقاً إلى الإبسيقِ

ناصِحاً لِلمَليكِ والمَلِكِ القَا … ئمِ والملكِ غيرَ نصحْ مذيقِ

وقديماً ما استنبطتْ طاعة ُ الخا … لِقِ إلاَّ مِنْ طَاعَة ِ المَخْلُوقِ

ثُمَّ أَلْقَى على دَرَوْلِيَة َ البَرْ … كَ مُحِلاًّ باليُمْنِ والتَّوِفيقِ

فحَوَى سُوقَها وغَادَرَ فيها … سوقَ موتٍ طمتْ على كلِ سوقِ

فهمُ هاربونَ بينَ حريقِ الس … يفِ صلتاً وبينَ نارِ احريقِ

واجداً بالخليجِ ما لم يجدْ قطُّ … بما شَانَ لا ولا بالرَّزيقِ

لم يَعُقْهُ بَعْدَ المقَاديرِ عَنْه … غَيْرُ سِتْرٍ مِنَ البِلادِ رَقيقِ

ولو أنَّ الجيادَ لم تعصهِ كا … نَ لَدَيْهِ غَيْرَ البَعِيدِ السَّحيقِ

وقعة ٌ زعزعتْ مدينة َ قسطن … ـطينَ حَتَّى ارتَجَّت بِسُورِ فُروقِ

وَوَحَق القَنَا عليهِ يَمِيناً … هيَ أمضى منَ الحسامِ الفتيقِ

أَنْ لَو أنَّ الذرَاعَ شَدَّتْ قَوَاهَا … عضدٌ أو أعينَ سهمٌ بفوقِ

ما رأى قُفْلَها كَما زَعَمُوا قُفْـ … ـلاً ولا البَحْرَ دُونَها بِعَمِيقِ

غَيْرُ ضَنْكِ الضُّلوعِ في سَاعَة ِ الرَّو … عِ وَلا ضَيقٌ غَدَاة َ المَضِيقِ

ذاهبُ الصوتِ ساعة ً الأمرِ والنه … يَ إذا قلَّ ثمَّ هدرُ الفنيقِ

كمْ أسيرٍ منْ سرهم وقتيلٍ … رادعِ الثوبِ منْ دمٍ كالخلوقِ

يستغيثُ البطريقَ جهلاً وهل تط … لُبُ إلاَّ مُبَطْرِقَ البِطْريقِ 

وأخيذٍ رأى المنية َ حتى … قَالَ بالصدْقِ وهْوَ غَيْرُ صَدُوقِ


قامَ بالحقَّ يخطبُ الخلقَ والأش … قى لعمري بالحقَّ غيرُ حقيقِ

نَاصِحٌ وهْوَ غَيْرُ جِد نَصِيحٍ … مشفقٍ وهوَ غيرُُ جدِّ شفيقِ

… برَّ بالدينِ تحتَ ذاكَ العقوقِ

فَقَدَى نَفْسَه بِكُل شَوارٍ … وصهيلُ في أرضهِ وتهيقِ

منْ متاعِ الملكِ الذي يمتعُ العي … ـنَ بهِ ثُمّ مِنْ رَقيقِ الرَّقيقِ

لم تبعهم منهمْ كباراً ولا صدَ … عْتَ حَبَّ القُلُوبِ بالتَّفْرِيقِ

ثُمّ ناهَضْتَ في الغُلُولِ رِجَالاً … ورجالاً بالضربِ والتحريقِ

فرقُ ما بينهمْ وبينَ ذوي الإش … راكِ كالفرقِ بينَ نوكٍ وموقِ

أيُّ شيءٍ إلاَّ الأماني بينَ ال … ـكُفْرِ لَوْ فكَّرُوا وبَيْنَ الفُسُوقِ 

وبوادي عقرقسٍ لمْ تعردْ … عنْ رسيمٍ إلى الوغى وعنيقِ

جَأَرَ الدّينُ واستَغَاثَ بكَ الإسْـ … ـلاَمُ للنَّصْرِ مُستغَاثَ الغَرِيقِ

يَوْمُ بَكْرِ بن وائِلٍ بقِضَاتٍ … دونَ يومِ المحمرِ الزنديقِ

يومُ حلقِ اللماتِ ذاكَ وهذا ال … ـيومُ في الرُّومِ يَوْمُ حَلْقِ الحُلوقِ

أطعَمَ السيفَ نِصْفَهُمْ ورَمى النصـ … فَ برأيٍ صافي النجارِ عريقِ

وأصاخوا كأنما كانَ يرمي … ـهمْ بذَاكَ التَّدبيرِ مِنْ مَنْجَنِيقِ

فوربَّ البيتِ العتيقِ لقد طح … ـطَحتَ منهمْ رُكْنَ الضَّلالِ العَتِيقِ

سَرَقُوهُمْ مِنَ السُّيوفِ ومِنْ سُمْـ … رِ العوالي ليالي الساروقِ

كَرُمَتْ غَزْوتَاكَ بالأَمسِ والخَيْـ … لُ دِقاقٌ والخَطْبُ غَيْرُ دَقِيقِ

حينَ لا جلدة ُ السماءِ بخضرا … ءَ ولا وَجْهُ شَتْوَة ٍ بِطَليقِ

أَورَثَتْ ”صاغِرَى ” صغَاراً ورَغْماً … وقضتْ أو قضى قبيلُ الشروقِ

كمْ أفاءتْ منْ أرضِ قرَ منْ قر … ة ِ عينٍ وربربِ مرموقِ

ثمَّ أبتْ وأنتَ خوفَ الغمامِ ال … ـغَط ذُو فِكْرَة ٍ وقَلْبٍ خَفُوقِ

تشنأَ الغيثَ وهوَ حقُّ حبيبٍ … ربَّ حزمٍ في بغضة ِ الموموقِ

لمْ تخوفْ ضرَّ العدوَّ ولا بغ … ياً ولكنْ تخافُ ضرَّ الصديقِ

إِنَّ أَيامَكَ الحِسَانَ مِنَ الرَّو … مِ لَحُمْرُ الصَّبُوحِ حُمْرُ الغَبُوقِ

فإليكمْ بني الضغائنِ عن سا … كِن بَيْنِ السماكِ والعَيُّوقِ

النقي الولادة ِ الطيبِ التر … بة ِ والمُسْتَنِيرِ مَسْرَى العُرُوقِ

لا يجوزُ الأمورَ صفحاً ولا ير … قلُ إلاّ على سواءِ الطريقِ

فتناهوا إنّ الخليقَ منَ القوْ … مِ لِذَاكَ الفَعَال غَيْرُ خَليقِ

مَلَكتْ مالَهُ المعَالي فمَا تَلْـ … قاهُ إلاَّ فريسة ٌ للحقوقِ

يَقِظٌ وهْوَ أكثَرُ النَّاسِ إغضَا … ءً على نائِلِ لَهُ مَسْرُوقِ

أَنا وَلْهَانُ في وِدَادِكَ ما عِشْ … تُ ونَشْوَانُ فيكَ غَيْرُ مُفيقِ

فاغْنَ بالنعْمَة ِ التي هيَ كالحَوْ … رَاءِ لا فَارِكٍ ولا بِعَلُوقِ

بَعْلُها يأمَنُ النُّشُوزَ عليها … وهيَ في معقلٍ منَ التطليقِ


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

You cannot copy content of this page