نوارٌ في صواحبها نوارُ قصيدة أبو تمام
نوارٌ في صواحبها نوارُ – أبو تمام
نوارٌ في صواحبها نوارُ … كما فاجاكِ سربٌ أو صوارُ
تكَذَّبَ حاسِدٌ فنَأَتْ قُلُوبٌ … أطاعَتْ وَاشِياً وَنأَتْ دِيَارُ
قفا نعطِ المنازلِ منْ عيونٍ … لها في الشَّوْق أحسَاءٌ غِزَارُ
عفتْ آياتهنَ وأيِّ ربعٍ … يكون لَهُ على الزَّمنِ الْخِيارُ
أثَافٍ كالْخُدودِ لُطِمْنَ حُزناً … ونؤيٌ مثلما انفصمَ السوارُ
وكانتْ لوعة ٌ ثمَّ اطمأنتْ … كذاكَ لكلِّ سائلِ قرارٌ
مَضَى الأملاكُ فانقرضُوا وأَمَسَتْ … سَرَاة ُ مُلوكِنا وهُمُ تِجَارُ
وقوفٌ في ظلالِ الذمّ تحمى … دراهمها لا يحمى الذمارُ
فلو ذهبتْ سناتُ الدهرِ عنه … وألقيَ عنِ مناكبهِ الدثارُ
لَعدَّلَ قِسْمة َ الأَرْزاقِ فينا … ولكنْ دَهْرُنا هذا حِمَارُ
سيبتعثُ الركابَ وراكبيها … فَتى ً كالسَّيْفِ هَجْعَتُه غِرَارُ
أطلَّ على كلى الآفاق حتى … كأنَّ الأَرضَ في عَينَيْهِ دَارُ
يقُولُ الحَاسِدُونَ إذَا انصَرفْنَا … لقَدْ قَطَعوا طَرِيقاً أوأَغَارُوا
نؤمُّ أبا الحسينِ وكانَ قدماً … فَتى ً أَعْمَارُ مَوعِدِه قِصَارُ
لهُ خلقٌ نهى القرآنُ عنهُ … وذَاكَ عَطاؤُهُ السَّرَفُ البِدَارُ
ولَمْ يَكُ منْكَ إضْرَارٌ وَلكنْ … تمادتْ في سجتها البحارُ
يطيبُ لجودهِ ثمرُ الأماني … وتروى عندهُ الهممُ الحرارُ
رفعتُ كواعبَ الأشعارِ فيهِ … كما رُفعتْ لِناظرها المنارُ
حليمٌ والحفيظة ُ منه خيمٌ … وأيُّ النارِ ليسَ لها شرارُ؟
تحنُّ عداتهُ إثرَ التقاضي … وتُنْتَجُ مِثْلمَا نتِجَ العِشَارُ
أَرَى الدَّالِيَّتَين على جَفاءٍ … لَدَيْكَ وكُلُّ واحدة ٍ نُضَارُ
إذا ما شعرُ قومٍ كانَ ليلاً … تَبلَّجَتا كَما انشَقَّ النَّهارُ
وإن كانَتْ قصَائِدُهُم جُدُوباً … تَلوَّنتَا كما ازدوَجَ البَهَارُ
أغرتهما وغيرهما محلى ً … بِجُودِكَ والقَوافي قَدْ تَغارُ
وغَيْرُكَ يَلبَسُ المعروفَ خُلْفاً … ويأخُذُ، منْ مَواعدِهِ الصُّفَارُ
رأيتُ صنائعاً معكتْ فأمستْ … ذبائحَ والمطالُ لها شفارُ
وكان المطلُ في بدءٍ وعودٍ … دُخاناً للضَّنيعة ِ وهي نَارُ
نسيبُ البخلِ مذ كانا وإلا … يَكُنْ نَسَبٌ فبْينهما جِوَارُ
لِذلِكَ قِيلَ بَعْضُ المَنْعِ أَدْنَى … إلى كرمٍ وبعضُ الجودِ عارُ
فَدَعْ ذِكْرَ الضيَاعِ فبي شِماسٌ … إذا ذُكِرَتْ وَبِي عنها نِفَارُ
ومالي ضَيْعَة ٌ إلاَّ المَطَايَا … وشعرٌ لا يباعُ ولا يعارُ
وما أنا والعَقَارَ ولَسْتُ منه … على ثقة ٍ وجودكَ لي عقارُ