يادَهْرُ قَدْكَ وقَلَّما يُغني قَدِي قصيدة أبو تمام
يادَهْرُ قَدْكَ وقَلَّما يُغني قَدِي – أبو تمام
يادَهْرُ قَدْكَ وقَلَّما يُغني قَدِي … وأراكَ عِشْرَ الظمْءِ مُرَّ المَوْرِدِ
ولقدْ أحيط بنا ولم نكُ صورة … بكَ واستُعِدَّ لنا ولمّا نُولَدِ
يادَهْرُ أَيَّة ُ زَهْرَة ٍ لِلمَجْدِ لم … تجففْ وأية ُ أيكة لمْ تخضُدِ
أترعتَ للعنقاءِ في أشعافِها … كأساً تدفقُ بالذعافِ الأسودِ
قَدْ كانَ قَرْمٌ كاسمِهِ قَرْمَاً وما … ولَدَتْ نِسَاءُ بَنِي أبيهِ كأحمَدِ
نجما هدى ً هذاكَ نجمُ الجدي إنْ … حارَ الدليلُ وذاكَ نجمُ الفرقدِ
هذا سنانٌ زاغبيٌّ في الوغى … وكأنما هذا ذبابُ مهندِ
وجَبِينُ هذا كالشهَابِ جَلا الدُّجَى … عنه وهذا كالشهابِ المُوقَدِ
ولَنِعْمَ دِرْعا الحّي في يَوْمَيْهِما … كانا ونِعْمَ الذُّخْرِ كانا لِلغَدِ
لم يَشْهَدا نَجْوَى ولاحَشّا لَظَى … حَرْبٍ تُسَعَّرُ بالقَنا المُتَقَصدِ
إلاَّ رأَيْنا ذَا على تلك الرَّحا … قُطْباً وذَا مِصْبَاحَ ذَاكَ المَشْهَدِ
رُزِئَت بَنُو عَمْرو بنِ عامرٍ الذُّرَى … بِهما وصَوَّحَ نَبْتُ وَادِيها النَّدى
وكذا المنايا ما يطأنَ بمسيمٍ … إلا على أعناق أهلِ السؤددِ
ولَئِن أُصِيبُوا إِنَّ تِلكَ لَغَيْضَة ً … لم تخلُ من ليثٍ هنالكَ ملبدِ
ما دامَ ذاك المعدنُ الزاكي الثرى … في جزعِنا لم نلتفتْ للعسجدِ
تلكَ المصائبُ مشوياتٌ كلها … إلا مصيبة َ حجوة َ بنِ محمدِ
ولقَدْ أصابَ غَليلُها مَنْ لم يُصَبْ … ولَصُيرَتْ فقْداً لِمَنْ لم يَفْقِدِ
طامنْ حشاكَ أبا الحبابِ فإنها … نوبٌ تروحُ على الأنامِ وتغتدي
فلقدْ أفاقِ متممٌ عن مالكٍ … وسلا لبيدُ قبلهُ عنْ أربدِ
فَلَئِنْ صَبَرْتَ لأنتَ كوكبُ مَعْشَرٍ … صَبَروا وإنْ تَجْزَعْ فغَيْرُ مفَنَّدِ
هذي المعونة ُ باللسانِ ولو أرى … عَيْن الحِمَامِ لَقَدْ أَعَنْتُكَ باليَدِ