يا دارَ فوزٍ لقَد أورَثتِني دَنَفا قصيدة أبو الفضل بن الأحنف
يا دارَ فوزٍ لقَد أورَثتِني دَنَفا – أبو الفضل بن الأحنف
يا دارَ فوزٍ لقَد أورَثتِني دَنَفا … وزادَني بُعدُ داري عنكُمُ شغَفَا
حتى متى أنا مكروبٌ بذكرِكُمُ … أُمسِي وأُصبحُ صَبّاً هائماً دَنِفا
لا أستريحُ ولا أنساكمُ أبداً … ولا أرى كرْبَ هذا الحبِّ مُنكشِفا
ما ذُقتُ بعَدَكمُ عيشاً سُرِرْتُ به … ولا رأيتُ لكم عِدْلاً ولا خلفا
إنّي لأعجبُ من قلبٍ يحبُّكُمُ … وما رأى منكُمُ بِرّاً ولا لَطَفا
لوْلا شَقاوَة ُ جَدّي ما عرَفتُكُمُ … إنّ الشّقيَّ الذي يشقى بمن عرفا
ما زِلتُ بَعدَكُمُ أهذي بذكركمُ … كأنَّ ذكرَكمُ بالقلبِ قد رُصفا
ياليتَ شِعري وما في ليتَ من فرجٍ … هل مضى عائدٌ منكم وما سلفا
إصرِفْ فؤادَكَ يا عبّاسُ مُنصرفاً … عنها يكن عنكَ كَرْبُ الحبِّ منصرفا
لوكانَ ينساهمُ قلبي نسيتهمُ … لكنّ قَلبي لَهُمْ والله قد ألِفَا
أشكو إليكِ الذي بي يا مُعَذِّبَتي … وَما أُقاسِي وما أسطيعُ أن أصِفَا
يا هَمَّ نَفسي ويا سمعي ويا بَصري … حتى متى حبُّكمْ بالقلبِ قد كلِفا
ما كنتُ أعلمُ ماهمٌّ وما جزَعٌ … حتى شربتُ بكأسِ الحبّ مغترِفَا
ثارت حرارتها في الصّدر فاشتعلتْ … كأنّما هي نارٌ أُطعمتْ سَعَفا
طافَ الهَوَى بعِبادِ الله كُلّهِمُ … حتّى إذا مرَّ بي من بينهم وقفا
إذا جحدتُ الهوى يوماً لأدفنهُ … في الصّدر نمَّ عليّ الدّمعُ معترفا
لم ألقَ ذا صفة ٍ للحبِّ ينعتهُ … إلا وجدتُ الذي بي فوق ما وصفا
يُضحي فؤادي بهذا الحُبّ مُلتحماً … وَقْفاً ويُمسِي عليّ الحبُّ مُلتَحِفَا
ما ظَنُّكُمْ بفتى ً طالَتْ بَلِيّتُه … مُرَوَّعْ في الهوى لا يأمنُ التَّلفا
يا فوزُ كيف بكم والدّارُ قد شَحَطَتْ … بي عنكُمُ وخروجُ النفسِ قد أزفا
قد قُلتُ لمَّا رَأيتُ الموْتَ يَقصِدُني … وكادَ يهتِفُ بي داعيهِ أوْ هَتَفَا:
أموتُ شَوْقاً ولا ألقاكُمُ أبَداً … يا حَسرَتا ثمّ يا شوْقا وَيا أسَفَا