يا صاحِبَيّ عصَيْتُ مُصْطبَحا ، قصيدة أبو نواس
يا صاحِبَيّ عصَيْتُ مُصْطبَحا ، – أبو نواس
يا صاحِبَيّ عصَيْتُ مُصْطبَحـا ، … وغدوتُ للّذّاتِ مُطّرِحَا
فتزَوّدا منّي محادَثة ً، … حَذَرُ العَصَا لم يُبْقِ لي مَرَحَا
إنّ الإمامَ لهُ عليّ يَدٌ ، … فترَقّبَـا بمسهَّدِ صُبُحَـا
لا تجمعَـا بي شَمْلَ ذي طربٍ … قد باكرَ الإبريقَ والقدَحَا
فَلَئِنْ وُقِرْتُ على ملامَتِهِ … لقد ابتذلتُ اللهوَ ما صَلُحَا
ووَصَلْتُ أسبابي بمُخْتَلَقٍ … رخْصِ البنانِ، مخضّبٍ بِلِحا
يُزْني العيونَ بِحثسْنِ مُقْلَتِهِ ، … بيروحُ منكوحـاً وما نَكَحـا
يحثو اللُّهى لكَ من محاسنهِ، … فإذا سنحْتَ لوَصْلِهِ بَرَحا
ومُدامَة ٍ سجد الملوكُ لَها، … باكرتُها، والدّيكُ قد صدحا
صرْفٍ، إذا اسْتنْبَطتَ سَوْرتها، … أدّتْ إلى معقولكَ الفرَحَــا
وكأنّ فيها من جَنادِبِها … فرساً إذا سَكّنْتَهُ رمَحا
و تنوفَة ٍ يجري السرابُ بها … شارفتها والظلّ قد مصَحَا
ببُوَيْزِلٍ تزْدادُ جرْأتُهُ … أضَماً إذا ماليتُهُ رشحـَـا
ولقد ذعرْتُ الوَحشَ يحْمِلُني … مُتقاربُ التقريبِ قد قرِحَا
عَتَدٌ يَطيرُ إذا هتفتُ بهِ … فإذا رضيتُ بعفوهِ سبَحَا
و هب الصريحُ له سنابكه … وأعارَهُ التحجيلَ والقَرَحَــا
يُثْنى العجَـاجُ على مفارقهِ … بمُقَعَّبِ التقريبِ قد قرِحـَـا
و لقد حزنْتُ فلم أمتْ حزَنــاً … و لقد فرِحْتُ فلم أمتْ فرَحَـا