أبو الفضل بن الأحنف

يا قومُ طالَ إلى الحجازِ تَشَوُّقي قصيدة أبو الفضل بن الأحنف

يا قومُ طالَ إلى الحجازِ تَشَوُّقي – أبو الفضل بن الأحنف


يا قومُ طالَ إلى الحجازِ تَشَوُّقي … وبكيتُ من مضضِ الهمومِ الطُّرَّقِ

إنّي أُحاذرُ أن أموتَ بغُصَّة ٍ … أخلِقْ بذلك يا ابنَ أحنفَ أخلِقِ

من حُبِّ جارِيَة ٍ لَهِجْتُ بذِكرِها … خَوْف الفراقِ فصِرْتُ كالمُتَعَلِّقِ

أزفَ المَسيرُ لأهلِها فتَفَرّقُوا … لوْ كنتُ أملِكُ ذاك لم نتَفَرّقِ

وكأنّنا لم نجتمع في بلدة ٍ … وكأنّنا في خَلوة ٍ لم نلتقِ

وبَقيتُ أسبَحُ في بحُورِ هَواهُمُ … ما أحسَنَ الحالاتِ إنْ لم نَغرَقِ


يا لَيتني لم أهوَكمْ بل لَيتَكُمْ … لم تَخرُجُوا بل لَيتَني لم أُخْلَقِ

لوْ أنّ أعضائي تَشَكّى ما بِهَا … لَشَكَا إليكُمْ كلُّ عُضْوٍ ما لَقي

فعَدَدْنَ منهُ ما يَضِقْنَ بِعَدِّهِ … ولَكانَ أعظَمَ منهُ أيضاً ما بَقي

دعْ عنك من شحَطَتْ نَواه ولا تكنْ … تَبغي من الأشياء ما لم تُرْزَقِ

إنّ العَواذِلَ قد أشَعنَ حَديثَنا … فالنّاسُ بينَ مُكذِّبٍ ومُصَدِّقِ

يا من يُكذِّبُ في الهَوى أهلَ الهوى … اذهبْ إليك فأنتَ غيرُ مُوَفَّقِ


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

You cannot copy content of this page