أبو فراس الحمداني

مُصَابي جَلِيلٌ، وَالعَزَاءُ جَمِيلُ، قصيدة أبو فراس الحمداني

مُصَابي جَلِيلٌ، وَالعَزَاءُ جَمِيلُ، – أبو فراس الحمداني


مُصَابي جَلِيلٌ، وَالعَزَاءُ جَمِيلُ، … وَظَنّي بِأنّ الله سَوْفَ يُدِيلَ

جِرَاحٌ، تحَامَاها الأُسَاة ُ، مَخوفَة ٌ، … وسقمانِ : بادٍ ، منهما ودخيلُ

و أسرٌ أقاسيهِ ، وليلٌ نجومهُ ، … أرَى كُلّ شَيْءٍ، غَيرَهُنّ، يَزُولُ

تطولُ بي الساعاتُ ، وهي قصيرة ؛ … وفي كلِّ دهرٍ لا يسركَ طولُ ‍

تَنَاسَانيَ الأصْحَابُ، إلاّ عُصَيْبَة ً … ستلحقُ بالأخرى ، غداً ، وتحولُ

و من ذا الذي يبقى على العهدِ ؟ إنهمْ ، … و إنْ كثرتْ دعواهمُ ، لقليلُ

أقلبُ طرفي لا أرى غيرَ صاحبٍ ، … يميلُ معَ النعماءِ حيثُ تميلُ

وصرنا نرى : أن المتاركَ محسنُ ؛ … وَأنّ صَدِيقاً لا يُضِرّ خَلِيلُ

فكلُّ خليلٍ ، هكذا ، غيرُ منصفٍ … وَكُلّ زَمَانٍ بِالكِرَامِ بَخِيلُ

نعمْ ، دعتِ الدنيا إلى الغدرِ دعوة ً ، … أجابَ إليها عالمٌ ، وجهولُ

وَفَارَقَ عَمْرُو بنُ الزّبَيرِ شَقِيقَهُ، … وَخَلى أمِيرَ المُؤمِنِينَ عَقِيلُ

فَيَا حَسْرَتَا، مَنْ لي بخِلٍّ مُوَافِقٍ … أقُولُ بِشَجوِي، مَرّة ً، وَيَقُولُ

وَإنّ، وَرَاءَ السّتْرِ، أُمّاً بُكَاؤهَا … عَلَيّ، وَإنْ طالَ الزّمَانُ، طَوِيلُ


فَيَا أُمّتَا، لا تَعْدَمي الصّبرَ، إنّهُ … إلى الخَيرِ وَالنُّجْحِ القَرِيبِ رَسُولُ

وَيَا أُمّتَا، لا تُخْطِئي الأجْرَ إنّهُ … على قدرِ الصبرِ الجميلِ جزيلُ

أما لكِ في ” ذاتِ النطاقينِ “أسوة ٌ ، … بـ”مكة َ ” والحربُ العوانُ تجولُ ؟

أرَادَ ابنُها أخْذَ الأمَانِ فَلَمْ تُجبْ … و تعلمُ ، علماً أنهُ لقتيلُ

تأسّيْ كَفَاكِ الله ما تَحْذَرِينَهُ، … فقَد غالَ هذا النّاسَ قبلكِ غُولُ

و كوني كما كانتْ بـ ” أحدٍ ” “صفية ٌ” … ولمْ يشفَ منها بالبكاءِ غليلُ

ولوْ ردَّ ، يوماً ” حمزة َ الخيرِ “حزنها … إذاً مَا عَلَتْهَا رَنّة ٌ وَعَوِيلُ

لَقِيتُ نُجُومَ الأفقِ وَهيَ صَوارِمٌ، … وَخُضْتُ سَوَادَ اللّيْلِ، وَهْوَ خيولُ

وَلمْ أرْعَ للنّفْسِ الكَرِيمَة ِ خِلّة ً، … عشية َ لمْ يعطفْ عليَّ خليلُ

ولكنْ لقيتُ الموتَ ، حتى تركتها ، … وَفِيها وَفي حَدّ الحُسَامِ فُلولُ

ومنْ لمْ يوقَ اللهُ فهوَ ممزقٌ … ومنْ لمْ يعزِّ اللهُ ، فهوَ ذليلُ

و منْ لمْ يردهُ اللهُ ، في الأمرِ كلهِ، … فليسَ لمخلوقٍ إليهِ سبيلُ


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

You cannot copy content of this page