أبو فراس الحمداني

و قوفكَ في الديارِ عليكَ عارٌ ، قصيدة أبو فراس الحمداني

و قوفكَ في الديارِ عليكَ عارٌ ، – أبو فراس الحمداني


و قوفكَ في الديارِ عليكَ عارٌ ، … و قدْ ردَّ الشبابُ المستعارُ

أبعدَ الأربعينَ محرماتٌ : … تمادٍ في الصبابة ِ ، واغترارُ ؟ ..

نزعتُ عنِ الصبا ، إلاَّ بقايا ، … يحفدها ، على الشيبِ ، العقارُ

وَقَالَ الغَانِيَاتُ: «سَلا، غُلاماً، … فكيفَ بهِ ، وقدْ شابَ العذارُ؟ “

و ما أنسى الزيارة َ منكِ ، وهناً ، … و موعدنا ” معانٌ” و” الحيارُ “

وَطَالَ اللّيلُ بي، وَلَرُبّ دَهْرٍ … نعمتُ بهِ ، لياليهِ قصارُ

و ندماني : السريعُ إلى لقائي ، … على عجلٍ ، وأقداحي الكبارُ

عشقتُ بها عواريَّ الليالي … ” أحقُّ الخيلِ بالركضِ المعارُ

وَكَمْ مِنْ لَيْلَة ٍ لمْ أُرْوَ مِنْهَا … حننتُ لها ، وأرقني ادكارُ

قَضَاني الدَّينَ مَاطِلُهُ، وَوَافى ، … إليَّ بها ، الفؤادُ المستطارُ

فبتُّ أعلُّ خمراً منْ رضابٍ … لها سكرٌ وليسَ لها خمارُ

إلى أنْ رقَّ ثوبُ الليلِ عنَّـا … وقالتْ : ” قمْ فقدْ بردَ السوارُ

وَوَلّتْ تَسْرُقُ اللّحَظَاتِ نحوِي … عَلى فَرَقٍ كَمَا التَفَتَ الصُّوَارُ

دنا ذاكَ الصباحُ ، فلستُ أدري … أشَوْقٌ كَانَ مِنْهُ؟ أمْ ضِرَارُ؟

وَقَد عَادَيتُ ضَوْءَ الصّبحِ حتى … لِطَرْفي، عَنْ مَطَالِعِهِ، ازْوِرَارُ

و مضطغنٍ يراودُ فيَّ عيباً … سَيَلْقَاهُ، إذا سُكِنَتْ وَبَارُ


وَأحْسِبُ أنّهُ سَيَجُرّ حَرْباً … عَلى قَوْمٍ ذُنُوبُهُمُ صِغَارُ

كما خزيتْ بـ “راعيها ” ” نميرٌ ” ، … وجرَّ على “بني أسدٍ” ” يسارُ “

وَكَمْ يَوْمٍ وَصَلْتُ بفَجْرِ لَيْلٍ … كأنَّ الركبَ تحتهما صدارُ ؟

إذا انْحَسَرَ الظّلامُ امْتَدّ آلٌ … كأنا درهُ ، وهوَ البحارُ

يَمُوجُ عَلى النّوَاظِرِ، فَهْوَ مَاءٌ … و يلفحُ بالهواجرِ فهو نارُ

إذَا مَا العِزّ أصْبَحَ في مَكَانٍ … سموتُ لهُ، وإنْ بعدَ المزارُ

مقامي ، حيثُ لا أهوى ، قليلٌ … ونومي ، عندَ منْ أقلي غرارُ

أبَتْ لي هِمّتي، وَغِرَارُ سَيْفي، … وَعَزْمي، وَالمَطِيّة ُ، وَالقِفَارُ

وَنَفْسٌ، لا تُجَاوِرُهَا الدّنَايَا، … وَعِرْضٌ، لا يَرِفّ عَلَيْهِ عَارُ

وَقَوْمٌ، مِثلُ مَن صَحِبوا، كِرَامٌ … وَخَيلٌ، مِثلُ من حَملتْ، خيارُ

و كمْ بلدٍِ شتتناهنَّ فيهِ … ضُحى ً، وَعَلا مَنَابِرَهُ الغُبَارُ

وَخَيلٍ، خَفّ جَانِبُهَا، فَلَمّا … ذُكِرْنَا بَيْنَهَا نُسِيَ الفِرَارُ

و كمْ ملكٍ ، نزعنا الملكَ عنهُ ، … و جبارٍ ، بها دمهُ جبارُ ؟

وَكُنّ إذَا أغَرْنَا عَلَى دِيَارٍ … رجعنَ ، ومنْ طرائدها الديارُ

فَقَدْ أصْبَحْنَ وَالدّنْيَا جَمِيعاً … لنا دارٌ ، ومنْ تحويهِ جارُ

إذَا أمْسَتْ نِزَارُ لَنَا عَبِيداً … فإنَّ الناسَ كلهمُ ” نزارُ “


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

You cannot copy content of this page