اليَوْمَ أُدرِجَ زَيْدُ الخَيْلِ في كَفَنِ قصيدة أبو تمام
اليَوْمَ أُدرِجَ زَيْدُ الخَيْلِ في كَفَنِ – أبو تمام
اليَوْمَ أُدرِجَ زَيْدُ الخَيْلِ في كَفَنِ … وانحَلَّ مَعْقُودُ دَمْعِ الأعيُنِ الهُتُنِ
بَنِي حُمَيْدٍ لَو انَّ الدَّهْرَ مُتَّزِعٌ … لصدَّ من ذكركمْ عن جانبٍ خشنِ
إنْ ينتخلْ حدثانُ الدهرِ أنفسكمْ … ويسلمِ الناسُ بين الحوضِ والعطنِ
فالمَاءُ ليْسَ عِجِيباً أَنَّ أعذَبَه … يَفْنَى ويَمتَدُّ عُمرُ الآجِنِ الأَسِنِ
رُزْءٌ على طَيىء ألقَى كَلاكِلَه … لابَلْ على أُدَدٍ لابَلْ على اليَمَنِ
لَمْ يُثْكَلوا لَيْثَ حَرْبٍ مِثْلَ قَحْطَبَة ٍ … مِنْ بَعدِ قَحْطَبَة ٍ في سالفِ الزَّمَنِ
إلا تكنْ صدرتْ عن منظرٍ حسنٍ … حَرْبٌ، فقد صَدَرتْ عَنْ مَسْمَعٍ حَسَنِ
نِعْمَ الفَتَى غَيْرُ نِكْسٍ في الجِلاد ولا … لدنِ الفؤادِ لدى وقعِ القنا اللدنِ
حَنَّ إلى المَوْتِ حَتَّى ظَنَّ جاهِلُه … بأنَّه حنَّ مشتاقاً إلى وطنِ
ولى الحماة ُ وأضحى عندَ سورتِهِ … مع الحمية ِ كالمشدودِ في قرنِ
رأى المنايا حبالاتِ النفوسِ فلمْ … يَسكُنْ سِوَى المِيتَة العُلْيَا إلى سَكَنِ
لَوْ لم يَمُتْ بينَ أطرافِ الرماحِ إذاً … لَمَاتَ إذْ لَم يَمُتْ مِنْ شِدَّة ِ الحزَنِ