مازالتِ الأيامُ تخبرُ سائلا قصيدة أبو تمام
مازالتِ الأيامُ تخبرُ سائلا – أبو تمام
مازالتِ الأيامُ تخبرُ سائلا … أَنْ سَوْفَ تَفْجَعُ مُسْهِلاً أَوْ عاقِلا
إِنَّ المَنُونَ إذا استمرَّ مَرِيرُهَا … كانتْ لها جننُ الأنامِ مقاتلا
في كلِّ يومٍ يعتبطنَ نفوسَنا … عبطَ المنحبِ جلة ً وأفائلا
ما إن ترى شيئاً لشيءٍ محيياً … حتَّى تُلاَقيَهُ لآخَرَ قاتِلا
من ذاكَ أجهدُ أنْ لا أراهُ فلا أرى … حَقّاً سِوَى الدُّنيا يُسَمَّى بَاطِلا
للهِ أية ُ لوعة ٍ ظلنا بها … تركتْ بكياتِ العيونِ هواملا
مجدٌ تأوَّبَ طارقاً حتى إذا … قلنا أقامَ الدهرَ أصبحَ راحلا
نجمانِ شاءَ اللهُ ألا يطلعا … إلا ارتدادَ الطرفِ حتى يأفلا
إن الفجيعة َ بالرياضِ نواضراً … لأَجَلُّ مِنها بالرياضِ ذَوَابِلا
لو ينسآن لكانَ هذا غارباً … لِلمكرُماتِ وكانَ هذا كاهِلا
لهفي على تلك الشواهدِ فيهما … لَوْ أُمْهِلَتْ حتَّى تكونَ شَمائِلا
لغدا سكونهما حجى وصباهُما … حِلْماً وتلكَ الأريحيَّة ُ نائلا
ولأَعْقَبَ النَّجمُ المُرِذُّ بِدِيمَة ٍ … ولعادَ ذاكَ الطلُ جوداً وابلا
إنَّ الهلالَ إذا رأيتَ نموِّهُ … أيقنتَ أنْ سيكونُ بدراً كاملا
قلْ للأميرِ وإنْ لقيتَ موقراً … منهُ بريبِ الحادثاتِ حلاحلا
إنْ تززّ في طرفيْ نهارٍ واحدٍ … رزئينِ هاجا لوعة ً وبلابلا
فالثقْلُ ليسَ مُضَاعَفاً لِمَطيَّة … إلا إذا ما كان وهماً بازلا
لاغَرْوَ إِنْ فَنَنانِ مِنْ عِيدانهِ … لقيا حماماً للبرية ِ آكلا
إِنَّ الأَشَاءَ إذا أصابَ مُشذبٌ … منه اتمَهَلَّ ذُرى ً وأَثَّ أسَافِلا
حقفانِ هالَهما القضاءُ وغادرا … قُلَلاً لنا دُونَ السَّماءِ قَوَاعِلا
رَضْوَى وقُدْسَ ويَذْبُلاً وعَمايَة ً … ويَرمْرَماً ومُتَالِعاً ومُوَاسِلا
الطاهرين وإخوة ً أنجبتهمْ … كالحَوْمِ وُجهَ صادِراً أَوْ نَاهِلا
شَمخَتْ خِلالُكَ أَنْ يُؤَسيكَ امرؤٌ … أوْ أنْ تذكرَ ناسياً أو غافلا
إلاَّ مَوَاعِظَ قَادَها لكَ سَمْحَة ً … إسجاحُ لبكَ سامعاً أو قائلا
هَلْ تَكلفُ الأَيْدِي بِهَز مُهَنَّدٍ … إلاّ إذا كانَ الحُسَامَ القاصِلا