ما في وقُوفِكَ ساعة ً من باسِ قصيدة أبو تمام
ما في وقُوفِكَ ساعة ً من باسِ – أبو تمام
ما في وقُوفِكَ ساعة ً من باسِ … نَقْضِي ذِمامَ الأرْبُعِ الأدْرَاسِ
فلعلَّ عينكَ أن تعينَ بمائها … والدَّمْعُ مِنْهُ خاذِلٌ ومُوَاسِ
لايُسْعِدُ المُشْتاقَ وَسْنَانُ الهَوَى … يبسُ المدامعِ باردُ الأنفاسِ
إنَّ المنازلَ ساورتها فرقة ٌ … أَخْلَتْ مِنَ الآرامِ كُلَّ كِنَاسِ
منْ كلِّ ضاحكة ِ الترائبِ أرهفت … إرْهَافَ خُوطِ البانَة ِ المَيَّاسِ
بدرٌ أطاعتْ فيكَ بادرة َ النوى … ولعاً وشمسُ أولعتْ بشماسِ
بكرٌ إذا ابتسمتْ أراكَ وميضها … نَوْرَ الأقاحي في ثَرًى مِيعاسِ
وإذا مَشَتْ تَرَكَتْ بِصَدْرِكَ ضِعْفَ ما … بحليها منْ كثرة ِ الوسواسِ
قالَتْ وقَدْ حُمَّ الفِراقُ فكأْسُه … قد خولطَ الساقي بها والحاسي
لاتَنْسَيَنْ تلكَ العُهُودَ فإنَّما … سُميتَ إنساناً لأنك ناسي
إنَّ الذي خلقَ الخلائقَ قاتها … أقواتَها لتَصرُّفِ الأحرَاسِ
فالأرضُ مَعْروفُ السَّماءِ قِرًى لها … وبنو الرجاء لهمْ بنو العباسِ
القَوْمُ ظِلُّ اللَّهِ أسكَنَ دِينَه … فِيهمْ وهُمْ جبَلُ المُلوكِ الرَّاسي
في كُل جَوْهَرة ٍ فِرنْدٌ مُشرِقٌ … وهُمُ الفِرنْدُ لهؤلاء النَّاسِ
هدأتْ عل تأميلِ أحمدَ همتي … وأطافَ تَقْليدي بهِ وقياسي
بالمجتبى والمصطفى والمسترى … للحمدِ والحالي بهِ والكاسي
والحمدُ بردُ جمالٍ اختالتْ بهِ … غررُ الفعالِ وليسَ بردَ لباسِ
فرعٌ نما من هاشمٍ في تربة ٍ … كانَ الكَفِيءَ لها مِنَ الأَغْرَاسِ
لا تهجرُ الأنواءُ منبتها ولا … قَلْبُ الثَّرَى القاسِي عليها قاسِي
وكأنَّ بينهما رضاعَ الثدي منْ … فرطِ التصافي أو رضاعَ الكاسِ
نَوْرُ العَرَارَة ِ نَوْرُهُ ونَسِيمُهُ … نَشْرُ الخُزَامَى في اخضِرارِ الآسِ
أَبْلَيْتَ هذا المَجْدَ أبْعَدَ غايَة ٍ … فيهِ وأكرمَ شيمة ٍ ونحاسِ
إقدامَ عمروٍ في سماحة ِ حاتمٍ … في حلمِ أحنفَ في ذكاءِ إياسِ
لا تنكروا ضربي لهُ منْ دونهِ … مَثَلاً شَرُوداً في النَّدى والبَاسِ
فاللَّهُ قد ضَرَبَ الأقلَّ لِنُورِهِ … مَثَلاً مِنَ المِشْكَاة ِ والنبْرَاسِ
إنْ تَحْوِ خَصْلَ المَجْدِ في أَنْفِ الصبا … يابْنَ الخَلِيفَة ِ يا أبا العبَّاسِ
فَلَرُبَّ نارٍ منكمُ قد أُنْتِجَتْ … في اللَّيْلِ مِنْ قَبَسٍ مِنَ الأَقْبَاسِ
ولربَّ كفلٍ في الخطوبِ تركتهُ … لصعابها حلساً منَ الأحلاسِ
أمْدَدْتَهُ في العُدْمِ والعُدْمُ الجَوَى … بالجُودِ والجُودُ الطَّبِيبُ الآسي
آنستهُ بالدهرِ حتى أنهُ … لَيظُنُّهُ عُرْساً مِنَ الأَعْرَاسِ
غَلَبَ السُّرورُ على هُمُومي بالذي … أظهرتَ منْ بري ومنْ إيناسي
عدلَ المشيبُ على الشبابِ ولم يكن … مِنْ كَبْرَة ٍ لكنَّهُ من يَاسِ
أثرُ المطالبِ في الفؤادِ وإنما … أثرُ السنينَ ووسمها في الراسِ
فالآنَ حِينَ غَرسْتُ في كَرَمِ الثَّرَى … تلكَ المنى وبنيتُ فوقَ أساسِ