ألقَتْ على غَارِبي حَبْلَ امْرِئٍ عَانِ قصيدة أبو تمام
ألقَتْ على غَارِبي حَبْلَ امْرِئٍ عَانِ – أبو تمام
ألقَتْ على غَارِبي حَبْلَ امْرِئٍ عَانِ … نوى تقلِّبُ دوني طرفَ ثعبانِ
تَوَاتَرتْ نَكَبَاتُ الدَّهْرِ تَرشُقُني … مِنْ كل صائبة ٍ عَنْ قَوْسِ غَضْبَانِ
مَدَّتْ عِنَانَ رَجائي فاستَقَدْتُ لهُ … حتَّى رمَتْ بيَ في بَحْرِ ابنِ حَسَّانِ
بَحْرٌ مَنَ الجودِ يَرمي مَوْجُهُ زَبَداً … حبابُهُ فضة ٌ زينتْ بعقيانِ
لَوْلا ابنُ حَسَّانَ مَاتَ الجُودُ وانتَشَرت … مَنَاحِسُ البُخْلِ تَطْوِي كُلَّ إحسَانِ
لمَّا تواترتِ الأيامُ تعبثُ بي … وأسقَطتْ ريحُهَا أورَاقَ أغصَاني
وَصَلْتُ كَفَّ مُنًّى بكف غِنًى … فارقتُ بينهما همي وأحزاني
حتى لبستُ كسى لليسرِ تنشرها … على اعتساري يدٌ لمْ تسهُ عن شاني
يدٌ من اليسر قدَّتْ حلتي عسري … حتى مشى عُسُري في شخصِ عريانِ
وَصَالَحَتْني اللَّيالي بَعْدما رَجَحَتْ … على سروري غمومي أيَّ رجحانِ
فاليوم سالمني دهري وذكرني … مَنَ المَدَائِح ماقَدْ كانَ أنسَاني
ثُمَّ انتَضتْ لِلعِدَا الأَيَّامُ صَارِمَها … واستقَبَلْتها بوَجهٍ غَيْرِ حُسَّانِ
سأبعثُ اليومَ آمالي إلى ملكٍ … يَلقَى المَدِيح بقَلْبٍ غَيْر نَسْيَانِ
تَفَاءَلَتْ مُقْلَتِي فيهِ إذا اختَلَجَتْ … بالخيرِ من فوقَها أشفارُ أجفاني
يا مَنْ بهِ بَدُنَتْ مِنْ بعدِما هَزُلَتْ … مني المنى وأرتني وجهَ خسراني
كنْ لي مجيراً من الأيام إنَّ لها … يداً تفحصُ عن سري وإعلاني
يابنَ الأَكارمِ والمَرْجُو مِنْ مُضَر … إذا الزمانُ جلا عن وجهِ خوَّان
إليكَ ساقتنيَ الآمالُ يجنبها … سَحَابُ جُودِكَ مِنْ أَرْضِي وأَوطَاني