أبو تمام

ما اليوم أولَ توديعٍ ولا الثاني قصيدة أبو تمام

ما اليوم أولَ توديعٍ ولا الثاني – أبو تمام


ما اليوم أولَ توديعٍ ولا الثاني … البينُ أكثرُ من شوقي وأحزاني

دَعِ الفِرَاقَ فإنَّ الدَّهْرَ سَاعدَه … فصارَ أملكَ من روحي بجثماني

خَلِيفَة ُ الْخِضْرِ مَنْ يرْبَعْ على وَطَنٍ … في بلدة ٍ فظهورُ العيسِ أوطاني

بالشام أهلي وبغدادُ الهوى وأنا … بالرقتين وبالفسطاطِ إخواني

وَما أَظُنُّ النَّوَى تَرْضَى بما صَنَعَتْ … حتى تطوحَ بي أقصى خراسانِ

خَلَّفْتُ بالأُفُقِ الغَرْبيّ لي سَكَناً … قدْ كانَ عيشي به حلواً بحلوانِ

غُصْنٌ مَنَ البَانِ مُهْتَزٌّ على قَمَرٍ … يهتزُّ مثلَ اهتزازِ الغصنِ في البانِ


أفنيتُ من بعدهِ فيضَ الدموع كما … أفنيتُ في هجرهِ صبري وسلواني

وليسَ يَعْرِفُ كُنْهَ الوَصْلِ صَاحُبه … حتى يغادى بنأي أو بهجرانِ

إسَاءَة َ الحَادِثَاتِ استَبْطِني نَفقاً … فقَدْ أَظَلَّكِ إحسَانُ ابنِ حَسَّانِ

أمسكتُ منهُ بودٍّ شدَّ لي عقداً … كأنَّما الدَّهْرُ في كَفي بِها عَانِ

إذَا نَوَى الدَّهْرُ أَن يُودِي بتالِدِه … لم يستعنْ غيرَ كفيهِ بأعوانِ

لَوْ أّنَّ إجماعَنا في فَضْلِ سُؤْدُدِهِ … في الدينِ لم يختلِفْ في الأُمَّة ِ اثنَانِ


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

You cannot copy content of this page