أَسَيْفُ الهُدَى ، وَقَرِيعَ العَرَبْ قصيدة أبو فراس الحمداني
أَسَيْفُ الهُدَى ، وَقَرِيعَ العَرَبْ – أبو فراس الحمداني
أَسَيْفُ الهُدَى ، وَقَرِيعَ العَرَبْ … علامَ الجفاءُ وفيمَ الغضبْ؟
وَمَا بَالُ كُتْبِكَ قد أصْبَحَتْ … تنكبني معَ هذي النكبْ
وَأنْتَ الكَرِيمُ، وَأنْتَ الحَلِيمُ، … وأنْتَ العَطُوفُ، وأنْتَ الحَدِبْ
و مازلتَ تسبقني بالجميلِ … و تنزلني بالجنابِ الخصبْ
وَتَدْفَعُ عَن حَوْزَتيّ الخُطُوبَ، … وَتَكْشِفُ عَنْ نَاظِرَيّ الكُرَبْ
و إنكَ للجبلُ المشمخـ … ـرّ لي بَلْ لِقَوْمِكَ بَل للعَرَبْ
عُلى ً تَسْتَفَادُ، وَمَالٌ يُفَادُ، … وَعِزٌّ يُشَادُ، وَنُعْمَى تُرَبْ
و ما غضَّ منيَ هذا الإسارُ … و لكنْ خلصتُ خلوصَ الذهبْ
فَفِيمَ يُقَرّعُني بالخُمُو … لِ مَوْلى ً به نِلتُ أعلى الرّتَبْ؟
وَكانَ عَتِيداً لَدَيّ الجَوَابُ، … وَلَكِنْ لِهَيْبَتِهِ لَمْ أُجِبْ
فَأشْكَرُ ما كنتُ في ضَجْرَتي، … و أني عتبتكَ فيمنْ عتبْ
فَألاّ رَجَعْتَ فَأعْتَبْتَني، … وَصَيّرْتَ لي وَلِقَوْلي الغَلَبْ
فلا تنسبنَّ إليَّ الخمولَ … أقمتُ عليكَ فلمْ أغتربْ
وأصْبَحْتُ مِنكَ فإنْ كان فضْلٌ … وَبَيْني وَبَيْنَكَ فوق النّسَبْ
و ما شككتنيَ فيكَ الخطوبُ … و لا غيَّـرتني فيكَ النُّـوبْ
و أسكنُ ما كنتُ في ضجرتي … وَأحْلَمُ مَا كُنْتُ عِنْدَ الغَضَبْ
وَإنّ خُرَاسَانَ إنْ أنْكَرَتْ … علُايَ فقدْ عرفتها ” حلبْ “
وَمِنْ أينَ يُنْكِرُني الأبْعَدُونَ … أمنْ نقصِ جدٍ أمنْ نقصِ أبْ؟
ألَسْتُ وَإيّاكَ مِنْ أُسّرَة ٍ، … و بيني وبينكَ قربُ النسبْ
وَدادٌ تَنَاسَبُ فِيهِ الكِرَامُ، … و تربية ٍ ومحلٍ أشبْ
و نفسٍ تكبرُ إلا عليكَ … وَتَرْغَبُ إلاّكَ عَمّنْ رَغِبْ
فَلا تَعْدِلَنّ، فِدَاكَ ابنُ عَمّـ … كَ لا بلْ غلامكَ عمَّـا يجبْ
و أنصفْ فتاكَ فإنصافهُ … منَ الفضلِ والشرفِ المكتسبْ
وَكُنْتَ الحَبِيبَ وَكُنْتَ القَرِيبَ … لياليَ أدعوكَ منْ عنْ كثبْ
فلمَّـا بعدتُ بدتْ جفوة ٌ … و لاحَ منْ الأمرِ ما لا أحبْ
فلوْ لمْ أكنْ بكَ ذا خبرة ٍ … لقلتُ : صديقكَ منْ لمْ يغبْ