أبو تمام

هيَ فُرْقَة ٌ منْ صَاحبٍ لكَ ماجِدِ قصيدة أبو تمام

هيَ فُرْقَة ٌ منْ صَاحبٍ لكَ ماجِدِ – أبو تمام


هيَ فُرْقَة ٌ منْ صَاحبٍ لكَ ماجِدِ … فغداً إذابة ُ كلَّ دمعًٍ جامدِ

فافْزَعْ إلى ذخْر الشُّؤونِ وغَرْبِه … فالدَّمْعُ يُذْهبُ بَعْضَ جَهْد الجَاهدِ

وإذا فَقَدْتَ أخاً ولَمْ تَفْقِدْ لَهُ … دَمْعاً ولاصَبْراً فَلَسْتَ بفاقد

أعليَّ يا بنَ الجهمْ إنكَ دفتَ لي … سماً وخمراً في الزلالِ الباردِ

لاتَبْعَدَنْ أَبَداً ولا تَبْعُدْ فما … أخلاقك الخضرُ الربا بأباعدِ

إنْ يكدِ مطرفُ الإخاءَ فإننا … نغْدُو وَنَسْري في إِخَاءٍ تَالدِ

أوْ يختلفْ ماءُ الوصالِ فماؤنا … عذبٌ تحدرَ من غمامٍ واحدِ

أو يفْتَرقْ نَسَبٌ يُؤَلف بَيْننا … أدبٌ أقمناهُ مقامَ الوالدِ


لو كنتَ طرفاً كنتَ غيرَ مدافعٍ … للأَشْقَرِ الجَعْدِي أو للذَّائذِ

أوْ قدمتكَ السنَّ خلتُ بأنهُ … منْ لَفْظكَ اشتُقَّتْ بَلاغَة ُ خالدِ

أو كنتُ يَوْماً بالنُّجوم مُصَدقاً … لَزَعَمْتُ أنَّكَ أنتَ بِكْرُ عُطارِدِ

صعبٌ فإنْ سومحتَ كنتَ مسامحاً … سلساً جريركَ في يمينِ القائدِ

ألبستَ فوقَ بياضِ مجدكَ نعمة ً … بَيْضاءَ حَلَّتْ في سَواد الحَاسدِ

وَمَوَدَّة ً، لا زَهَّدَتْ في رَاغبٍ، … يوماً، ولا هي رغبتْ في زاهدِ

غَنَّاءُ لَيْسَ بِمُنْكَرٍ أنْ يَغْتَدي … في رَوْضها الرَّاعي أمامَ الرَّائد

ما أدَّعي لكَ جانباً من سُؤْدُدٍ … إلاَّ وأَنْتَ علَيْه أَعْدَلُ شاهد


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

You cannot copy content of this page