أبو تمام

جُعِلْتُ فِدَاكَ أنتَ مَنْ لا نَدُلُّهُ قصيدة أبو تمام

جُعِلْتُ فِدَاكَ أنتَ مَنْ لا نَدُلُّهُ – أبو تمام


جُعِلْتُ فِدَاكَ أنتَ مَنْ لا نَدُلُّهُ … على الحزمِ في التدبير بل نستدلهُ

وليسَ امرؤٌ بهديكَ غيرَ مُذكرٍ … إلى كرمٍ إلا امرؤُ ضلَّ ضلُّهُ

ولكننا منْ يوسفَ بن محمدٍ … على أملٍ كالفجر لاحَ مطلهُ

هِلالٌ لَنا قَدْ كادَ يَخْمُدُ ضَوؤُهُ … وكنا نراهُ البدرَ إذ نستهلهُ

هو السيفُ عضباً قد أرثت جفونهُ … وضيعَ حتى كلُّ شيءٍ يفلهُ

فَصُنْهُ، فإنَّا نَرْتَجِي في غِرَاره … شفاءً من الأعداءِ يوم تسلهُ

لهُ خلقٌ رحبٌ ونفسٌ رأيتها … إذا رزحتْ نفسُ اللئيمِ تقلهُ

فَفِيمَ ولِمْ صَيَّرْتَ سمْعَكَ ضَيْعَة ً … ووقفاً على الساعي به يستغلهُ


قَرَارة ُ عَدْلٍ سَيْلُ كُل ثَنِيَّة ٍ … إلَيْهَا وشِعْبٌ كُلُّ زَوْرٍ يَحُلُّهُ

لِذَلِكَ ذَا المَوْلى المُهَانُ يَهِينُه … فيحْظَى وذَا العَبْدُ الذَّليل يُذِلُّهُ

أَتَغْدُو بهِ في الحَرْبَ قَبْلَ اتغَارهِ … وفي الخطبِ قعد أعيا الأولى مصمئلهُ

وتعقده حتى إذا استحصدتْ لهُ … مرائره أنشأتَ بعدُ تحلهُ

هُوَ النَّفَلُ الْحُلْوُ الذي إنْ شَكَرْتَهُ … فقد ذابَ في أقصى لهاتِكَ حلهُ

وفيءُ فوقرهُ وإني لواثقٌ … بأنْ لا يراكَ اللهُ ممنْ يغلهُ

فلو كان فرعاً من فروعكَ لم يكنْ … لنَا منهمُ إلاَّ ذَرَاهُ وظِلُّهُ

فكيفَ وإنْ لم يرزقِ اللهُ إخوة ُ … لهُ، فهوَ بعد اليومِ فرعُكَ كلُّهُ؟


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

You cannot copy content of this page