أَمّا وقَد أَلْحَقْتَني بالمَوْكِبِ قصيدة أبو تمام
أَمّا وقَد أَلْحَقْتَني بالمَوْكِبِ – أبو تمام
أَمّا وقَد أَلْحَقْتَني بالمَوْكِبِ … ومددتَ من ضبعي إليكَ ومنكبي
فلأعرضنَّ عنِ الخطوبِ وجورها … ولأَصْفَحَنَّ عَن الزَّمَانِ المُذْنِبِ
ولألبسنكَ كلَّ بيتٍ معلمٍ … يُسْدَى ويُلْحَمُ بالثَّناءِ المُعْجبِ
مِن بِزّة ِ المَدْحِ التي مَشْهُورُها … مُتَمَكنٌ في كُل قَلْب قُلَّبِ
نوارُ أهلِ المشرقِ الغضِّ الذي … يَجْنُونَه رَيْحَانُ أَهْلِ المَغْرِبِ
أبديتَ لي عنْ جلدة ِ الماءِ الذي … قدْ كنتُ أعهدهُ كثيرَ الطحلبِ
ووَرَدْتَ بِي بُحْبُوحَة َ الَوادِي ولوْ … خليتني لوقفتُ عندَ المذنبِ
وبرقت لي برقَ اليقينِ وطالما … أَمْسَيْتُ مُرْتَقِباً لبرْقِ الخُلَّبِ
وجَعَلْتَ لي منْدُوحَة ً مِن بَعْدِ مَا … أكدى عليّّ تصرفي وتقلبي
والحرُّ يسلبه جميلَ عزائهِ … ضيقُ المحلِّ فكيفَ ضيقُ المذهبِ؟
هيهاتَ يأبى أنْ يضلَّ بي السرى … في بلدة ٍ وسناكَ فيها كوكبي
ولقد خشيتُ بأنْ تكونَ غنيمتي … حرَّ الزمانِ بها وبردَالمطلبِ
أمّا وأنتَ وراءَ ظهري معقلٌ … فأنهضن بفقارِ صلبٍ صلّبِ
وكذلك كانوا لا يخشونَ الوغا … إلاَّ إِذَا عَرَفُوا طَرِيقَ المَهْرَبِ