أبو تمام

لم أرَ غيرَ حمة ِ الدؤوبِ قصيدة أبو تمام

لم أرَ غيرَ حمة ِ الدؤوبِ – أبو تمام


لم أرَ غيرَ حمة ِ الدؤوبِ … تواصلث الادلاجَ بالتأويبِ

أَبعَدَ مِنْ أَيْنٍ ومِنْ لَغوبٍ … منها غداة ُ الشارق المهضوبِ

تجائباً وليس من نجيبِ … شَبَّابة َ الأعناقَ بالعُجُوبِ

كاللَّيلِ أَوْ كاللُّوبِ أَوْ كالنُّوبِ … منقادةص لغادرٍ غربيبِ

كالشيعَة ِ التفَّتْ على النَّقِيبِ … آخذة ً بطاعة ِ الجنوبِ

ناقضة ً لمررِ الخطوبِ … تكفُّ غربَ الزمنِ العصيبِ

مَحَّاءَة ً لِلأزمة ِ اللَّزُوبِ … محو استلامِ الركن ِ للذنوبِ

لما بدت للارضِ من قريبِ … تَشَوَّفَتْ لِوَيْلِها السَّكُوبِ

تَشَوُّفَ المَرِيضِ لِلطَّبِيبِ … وَطَرَبَ المُحِب لِلحَبِيبِ


وفَرْحَة َ الأدِيبِ بالأدِيبِ … وخيمت صادقة َ الشوبوبِ

فقام فيها الرعدُ كالخطيبِ … وحَنَّتِ الريحُ حَنِينَ النَّيبِ

والشمسُ ذَاتُ حاجِبٍ مَحْجُوبِ … قد غربت من غير ما غروبِ

والأرْضُ في رِدائِها القَشِيبِ … في زَاهِرٍ مِنْ نَبْتِها رَطيبِ

بعد اشتهابِ الثلجِ والصريبِ … كالكَهْلِ بعدَ السن والتَّحِنيبِ

تبدّلُ الشبابَ بالمشيبِ … كمْ آنستْ مِنْ جانبٍ غَرِيبِ

وغَلَبَتْ مِنَ الثَّرَى المَغْلُوبِ … و نفست عن بارضٍ مكروبِ

وسَكَّنَتْ مِنْ نافِرِ الجَنُوبِ … وأقنَعَتْ مِنْ بَلدٍ رَغيبِ

يَحفظُ عَهْدَ الغَيْثِ بالمَغِيبِ … لذيذة َ الريقِ مع الصبيبِ


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

You cannot copy content of this page