مَناطِقُ غِلمانٍ، وأحجالُ أُنّسِ، قصيدة أبوالعلاء المعري
مَناطِقُ غِلمانٍ، وأحجالُ أُنّسِ، – أبوالعلاء المعري
مَناطِقُ غِلمانٍ، وأحجالُ أُنّسِ، … تَغُرُّ، وأعمالُ الفتى بالخَواتمِ
وكمْ زَلّةٍ مُدّتْ أيادٍ لدَفْعِها، … وقد عُلّقَتْ من أهلِها بالعراتم
فإنّ عَديّاً فَرّ من خوفِ نكبَةٍ، … وآضتْ سَبيّاً أُختُهُ بنتُ حاتم
وما زالتِ الحمرُ الرّواهنُ للقِرَى، … تُكشِّفُ غمّاتِ الوُجوهِ القَواتم
فقاربْ وباعدْ واحبُ واعلُ ولا تقل، … وقولَن، وجاهرْ بالمُرادِ، وكاتم
لكلّ زمانٍ أُسرَةٌ، ليسَ أنجُمٌ، … بدَتْ مَغرِباً، مثلَ النّجومِ العَواتم
أنعمانُ ما سرّ ابنَ حنْتَمَةَ الذي … سُررْتَ به، من شُربِ ما في الحَناتم
وأحسَنُ من مدحِ امرىء الصّدق كاذباً … بما ليسَ فيهِ، رميُهُ بالمَشاتم
تَشابَهَ أهلُ الأرضِ: عَبدٌ وسيّدٌ، … وما قيلَ في أعراسِهمْ والمآتم
همُ أسِفوا للخَطْبِ موجبِ فرحَةٍ، … وهَشّوا لأمرٍ، وهوَ إحدى السّلاتم
وقد هتمَ النُّعمَى هُمَيمُ بنُ غالبٍ، … لما سارَ من أقوالهِ في الأهاتم
وأجمَلُ من سَوقِ المئين سكوتُهُ … عن الفَخرِ، والأفواهُ رهنُ الرّواتم