أبوالعلاء المعري
غَرائزُ لمّا أُلّفَتْ جَمَعتْ رَدًى، قصيدة أبوالعلاء المعري
غَرائزُ لمّا أُلّفَتْ جَمَعتْ رَدًى، – أبوالعلاء المعري
غَرائزُ لمّا أُلّفَتْ جَمَعتْ رَدًى، … وهل يجدُ الخِلمُ الذي يحفظُ الخلما؟
فليتَ الفتى كالتُّربِ، لا يألَمُ الأذى، … وكالماءِ في الهيجاء، لا يأنفُ الكلما
ولولا حياةٌ في يَدي خلتُ أنملي … كأقلامِ بارٍ، غيرِ مُنكِرَةٍ قَلما
وما سَفَتِ الرّيحُ الرَّغامَ جَهالَةً، … ولا رَكَدَتْ قُدْسٌ وأترابُها حِلما
رأيتُ سَجايا النّاسِ فيها تَظالمٌ، … ولا ريبَ في عدْلِ الذي خلق الظّلما
إذا عِلميَ الأشياءَ جَرّ مَضَرّةً … إليّ، فإنّ الجَهلَ أن أطلبَ العِلما
وما رَضيتْ رضوى من الدّهر حُكمَه، … وإن كان سَلمى غيرَ مرزوقةٍ سِلما
عَفا اللَّهُ عن صافي الحِجَى متنَبِّهٍ، … يَرى خفضَهُ بؤسى ويَقظتَهُ حُلما
فَما روضُهُ مرْعىً، ولا يُسرُه غنًى، … ولا صَبحُهُ أضحَى، ولا ليلُهُ ألمى