أَيَا وَيْلَ الشَّجي مِنَ الْخَلي قصيدة أبو تمام
أَيَا وَيْلَ الشَّجي مِنَ الْخَلي – أبو تمام
أَيَا وَيْلَ الشَّجي مِنَ الْخَلي … وبالي الربعِ من إحدى بليِّ
وما للدارِ إلا كلُّ سمحٍ … بأدمعِهِ وأضلعهِ سخيِّ
سنَتْ عَبَراتُه الأطلالَ حتى … نَزَحْن غُرُوبَها نزْحَ الرَّكِي
سقى الشرطانِ جزعكِ والثريا … ثَرَاكِ بِمُسْبِلٍ خَضِلٍ رَوي
فكم لي منْ هواءٍ فيكِ صافٍ … غذيٍّ جوهُ وهوى وبيِّ
ونَاضَرَة ِ الصباحِينَ اسبَكَرَّتْ … طِلاعَ المِرْطِ في الدرْعِ اليَدِي
تشكى الأينَ منْ نصف سريعٍ … إذَا قامَتْ ومِنْ نِصْفٍ بَطِي
تُعِيرُكَ مُقْلَة ً نَطِفَتْ ولكنْ … قُصَارَاها على قَلْبٍ بَري
سأشكرُ فَرْجَة َ اللَّبَبِ الرَّخِيَّ … ولينَ أخادعِ الدَّهْرِ الأبِي
وإنَّ لَدَيَّ للحَسَنِ بن وَهْبٍ … حباءً مثلَ شؤبوبِ الحبيِّ
أقولُ لعثرة ِ الأدبِ التي قدْ … أوتْ منهُ إلى فيحٍ دفيِّ
أميلوا العيسَ تنفحْ في براها … إلى قمر الندامى والنديِّ
فَقَدْ جعَلَ الإلَهُ لكمْ لِسَاناً … عَلِيّاً ذكْرُهُ بأبِي علي
أغرُّ إذا تمرغَ في نداهُ … تَمَرَّغنا على كَرَمٍ وَطي
لعمرُ بني أبي دينا وعمري … وعَمْرُ أبي وعَمْرُ بَني عَدِي
لَقدْ جَلَّى كِتَابُكَ كُلَّ بَثٍّ … جَوٍ وأصَابَ شَاكِلَة َ الرَّمِي
فَضَضْتُ خِتَامَهُ فَتَبلَّجَتْ لي … غَرَائِبُهُ عَن الْخَبَرِ الجَلي
وكانَ أغضَّ في عيني وأندى … على كبدي من الزهرِ الجنيِّ
وأحسنَ موقعاً مني وعندي … مَنَ البُشرَى أَتَتْ بعدَ النَّعِي
وضُمنَ صَدْرُهُ مالمْ تُضَمَّنْ … صدورُ الغنياتِ من الحليِّ
فكَائِنْ فيه مِنْ مَغْنًى خَطِيرٍ … وكائنْ فيهِ من لفظٍ بهيِّ
وكمْ أفصحتَ عن برٍّ جليلٍ … بهِ ووَأَيْتَ مِنْ وَأَيٍ سَنِي
كَتَبْتَ بهِ بلا لَفْظ كَريهٍ … على أذُنٍ ولاخَطٍّ قَمِي
فأطلِقْ مِنْ عِقَالي في الأَمَاني … ومِنْ عُقُلِ القَوَافي والمَطِي
وفي رمضاءَ منْ رمضانَ تغلي … بهَامَة ِ لا الحَصُورِ ولا التَّقِي
فيَا ثَلَج الفُؤادِ وكانَ رضْفاً … ويا شبعي إذا يمضي وربيِّ
رسَالة َ مَنْ تَمَتَّعَ بعدَ حِينٍ … ومتَّعنا منَ الأدب الرضيِّ
لئن غربتها في الأرضِ بكراً … لَقَدْ جُليتْ على سَمْعٍ كَفِي
وإنْ تَكُ منْ هَدَايَاكَ الصَّفَايا … فَرُبَّ هَدِيَّة ٍ لكَ كالهَدِي
بَيَانٌ لم تَرِثْهُ تُراثَ دَعْوَى … ولم تنبطهُ من حسي بكيِّ
عَشَوْتُ على عِدَاتِكَ فيهِ حتَّى … خَطَوْتُ بهِ على أمَلٍ مُضِي
فَناهِضْ بي مِنَ الأسفَارِ وَجْهاً … مهاريه ضوامرُ كالحنيِّ
فلَسْتَ تَرَى أقَلَّ هوًى ونَفْساً … وألزمَ للدنوِّ من الدنيِّ
نَبَتُّ على خَلائِقَ منك بيضٍ … كما نبتَ الحليُّ على الوليِّ
فمنْ جودٍ تدفقَ سيلهُ لي … على مطرٍ ومنْ جودٍ أتيِّ
ومِنْ جُودٍ لهُ حَوْلي صَريفٌ … بنابيهِ ومنْ عرفٍ فتيِّ
ومَحْدُودِ الذَّريعَة ِ سَاءَ هُ ما … ترشحُ لي من السبب الحظيِّ
يدبُّ إليَّ في شخص ضئيلٍ … وينظرُ من شفا طرفٍ خفيِّ
ويَتْبعُ نِعْمتي بِكَ عَيْنَ ضِغْنٍ … كما نظرَ اليتيمُ إلى الوصيِّ
رَجَاءً أَنَّه يُورِي بزَنْدِي … إليكَ وأنَّه يَفْرِي فَريي
وذَاكَ لَهُ إذا العَنْقَاءُ صارَتْ … مرببة ً وشبَّ ابنُ الخصيِّ
أرَى الإخوانَ ماغُيبتَ عنهمْ … بمقسطِ ذلكَ الشعبِ القصيِّ
ومَرْدُودٌ صَفَاؤُهُمُ عليهمْ … كمَا رُدَّ النكاحُ بِلا وَلي
وهمْ ما دمتَ كوكبهمْ وساروا … بريحكَ في غدوٍّ أو عشيِّ
فحينئذٍ خلا بالقوسِ بارٍ … وأُفْرغَتِ الأداة ُ على الكَمِي
وإنَّ لهمْ لإحساناً ولكنْ … جَرَى الوَادِي فَطَمَّ على القَري
وهَلْ مَنْ جَاءَ بعدَ الفَتْحِ يَسْعَى … كصاحبِ هجرتينِ مع النبي؟