أبوالعلاء المعري

إذا كُنتَ قد أُوتيتَ لُبّاً وحِكمَةً، قصيدة أبوالعلاء المعري

إذا كُنتَ قد أُوتيتَ لُبّاً وحِكمَةً، – أبوالعلاء المعري


إذا كُنتَ قد أُوتيتَ لُبّاً وحِكمَةً، … فشَمّرْ عن الدّنيا، فأنتَ مُنافيها

وكُونَنْ لها، في كلّ أمرٍ، مخالِفاً، … فَما لكَ خَيرٌ في بنيها ولا فيها

وهيهاتَ ما تَنفَكُّ ولهانَ، مُغرَماً … بورهاءَ، لا تُعطي الصّفاءَ مُصافيها

فإنْ تَكُ هذي الدّارُ مَنزِلَ ظاعِنٍ، … فدارُ مُقامي، عن قليلٍ، أُوافيها


أُرَجّي أُموراً لم يُقَدَّرْ بلوغُها، … وأخشَى خُطوباً والمُهَيمِنُ كافيها

وإنّ صَريعَ الخَيلِ غَيرُ مُرَوَّعٍ، … إذا الطّيرُ هَمّتْ بالقَتيلِ عَوافيها

بغبراءَ لم تَحفِلْ بطَلٍّ ووابِلٍ؛ … ونكباءَ تَسفي، بالعشيّ، سوافيها

أرى مرَضاً بالنّفسِ ليسَ بزائلٍ؛ … فهَلْ رَبُّها ممّا تكابدُ شافيها؟

وفي كلّ قلبٍ غَدْرَةٌ مُستَكِنَّةٌ، … فلا تُخدَعَنْ من خُلّةٍ بتَوافيها


مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى

You cannot copy content of this page