انشاء عن النميمة مقدمة وخاتمة
النميمة: داءٌ يهدد العلاقات ويُفسد القلوب
المقدمة:
يُعدّ اللسان من أعظم نعم الله تعالى على الإنسان، فهو أداة للتواصل والتعبير عن الأفكار والمشاعر، لكنّه قد يتحول إلى سلاحٍ مُدمّرٍ يُفسد العلاقات ويُهدد اللحمة الاجتماعية، وذلك عندما يُستخدم لنقل الكلام بين الناس بقصد الإفساد وإيقاع العداوة والبغضاء، وهو ما يُعرف باسم “النميمة”.
جسم المقال:
تُعدّ النميمة من السلوكيات المُحرمة في جميع الديانات السماوية، فقد نهى الله تعالى عنها في القرآن الكريم بقوله: “وَلَا تَتَجَسَّسُوا وَلَا تَغْتَابُوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ الْمَيْتِ ۚ كَلَّاهُمْ كَرِهَتُمْهُ ۗ وَاللَّهُ كَرِهُ الْمَفَاسِدِ” (الحجرات: 12).
وللنميمة آثارٌ سلبيةٌ خطيرةٌ على الفرد والمجتمع، فهي تُفسد العلاقات بين الناس وتُنشر الشحناء والبغضاء، وتُفقد الثقة بين أفراد المجتمع، كما تُلحق الضرر بسمعة الشخص المُغتاب وتُؤذي مشاعره.
ومن أضرار النميمة أيضاً أنها تُشجّع على الكذب والافتراء، فغالباً ما يُضيف النمام إلى الكلام ما ليس فيه، أو يُحرف معناه ليُثير المشاكل ويُحرّك الفتن.
الخاتمة:
ولذلك، يجب علينا أن نُحارب النميمة بكلّ ما أوتينا من قوة، وأن نُحرص على التزام الصدق والأمانة في قولنا، وأن نُحاول حلّ الخلافات بين الناس بالحوار والتفاهم، وأن نُعزّز ثقافة التسامح والاحترام بين أفراد المجتمع.
وختاماً، نُؤكّد على أنّ النميمة داءٌ مُهلكٌ يُفسد القلوب ويُهدد العلاقات، ولن ننال رضا الله تعالى إلاّ إذا صَفّينا ألسنتنا من الغيبة والنميمة، ونَقَلْنا الكلام الطيّب الذي يُصلح بين الناس ويُقرّب القلوب.