ربّيْتَ شبلاً، فلمّا أن غَدا أسَداً قصيدة أبوالعلاء المعري
ربّيْتَ شبلاً، فلمّا أن غَدا أسَداً – أبوالعلاء المعري
ربّيْتَ شبلاً، فلمّا أن غَدا أسَداً … عدا عليك، فلولا ربُّهُ أكَلكْ
جنَيتَ أمراً، فودّ الشّيخُ من أسفٍ، … لمّا جنَيتَ على ذي السنّ لو ثكلَك
مرِحتَ كالفَرَسِ الذيّالِ، آونَةً، … ثمّ اعتراكَ أبو سعدٍ، فقد شكَلَك
إنِ اتّكَلتَ على من لا يضيعُ له … خلقٌ، فإنّ قَضاءِ اللَّهِ ما وَكَلك
لبِستَ ذَنباً، كريشِ النّاعباتِ، متى … يُرْحَضْ بدجلة يزدد في العيون حلك
ولو نضَحتَ، على خدّيْك، من ندمٍ، … رَشاشَ دَمعٍ بجَفنَيْ تائبٍ غَسَلك
أُشْعِرْتَ هَمّاً، فزادَ النّومَ طارقُهُ، … كأنّهُ، بسهادٍ واصِبٍ، كحَلك
فما نَشِطْتَ لإخباري بفادحَة، … أوضعتَ فيها، ولم أنشطْ لأن أسَلك
ملائكٌ تحتَها إنسٌ وسائمَةٌ؛ … فالأغبياءُ سوامٌ والتّقيُّ مَلَك
فلا تُعَلّمْ صغيرَ القومِ مَعصيَةً، … فذاكَ وِزْرٌ، إلى أمثاله، عدلَك
فالسّلكُ ما اسطاعَ يوماً ثَقْبَ لؤلؤةٍ، … لكن أصابَ طَريقاً نافذاً، فسلَك
يلحاكَ، في هجركَ الإحسانَ، مضطغنٌ … عليكَ، لولا اشتعالُ الضّغن ما عذلَك
يُريكَ نصراً، ولا يسخو بنُصرَتِهِ، … إلاّ اكتساباً، وإن خفتَ العدى خذلك
من يُبدِ أمرَكَ لا يذمُمْكَ في خلَفٍ … ولا جِهارٍ، ولكن لامَ من جَهِلكْ
أرادَ وِردَكَ أقوامٌ لتُرْوِيَهمْ، … فالآن تشكو، إذا شاكي الصّدى نهلك
أُمْهِلتَ في عُنفوانِ الشرخِ، آونَةً، … حتى كَبِرْتَ وفَضّتْ برهةٌ مهلَك
رَماكَ بالقَولِ مَلْحيٌّ تُعِدُّ له … سيفاً، أحدّكَ بالنّكراءِ، أو صقَلَك
رآكَ شَوْكَ قَتادٍ ليس يمكِنُهُ، … ولو رآك غضيضَ النّبتِ لابْتقلَك
للَّهِ دارَانِ: فالأولى، وثانَيةٌ … أُخرى، متى شاءَ في سلطانِه نقلَك